107…قبله فأعجلت الناس عن قطعها، فما كان الا ساعة حتى احترقت سقوف المسجد، ولم تبق خشبة واحدة، ووقع بعض أساطينه وذاب رصاصها، وكل ذلك قبل أن ينام الناس، وسقط السقف الذي كان على أعلى الحجرة المقدسة فوق سقف بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع ما وقع منه في الحجرة المقدسة (1)، وبقي على حاله.
ولما شرعوا في العمارة لم يجسر أحد على ازالة ذلك، واتفق رأي الأمير منيف بن شيحة الحسيني (2) أمير المدينة الشريفة مع أكابر أهل الحرم من المجاورين والخدام على أن يطالع الإمام المستعصم بذلك ليفعل ما يراه ففعلوا، ولم يصل اليهم جواب لاشتغال الخليفة، وأهل دولته بأمر التتار واستيلائهم على البلاد تلك السنة فتركوه على ما كان عليه، ولم ينزل أحد بل أعادوا سقفاً فوقه على رؤوس السواري التي حول الحجرة الشريفة فان الحائط الذي بناه عمر بن عبد العزيز دائر الحجرة الشريفة لم يبلغ به السقف الأعلى بل جعل فوق الجدار الدائر بين السواري شباكاً من خشب على دوران الحائط جميعه كما سبق (3).
…
__________
(1) المقدسة: سقط من (د) (ظ).
(2) هو منيف بن شيحة بن هاشم بن قاسم من أمراء المدينة انظر ترجمته في التحفة اللطيفة (2/ 225) وانظر حول ما ذكره المؤلف عنه في وفاء الوفا (2/ 601).
(3) من بداية قوله: نقل أبو شامة أن ابتداء حريقه إلى هنا انظر فيه التعريف للمطري (ص24).