17
زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انها طيبة تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الفضة) (1).
وفي رواية: كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها) (2) والله أعلم.
وروى ان النجار (3) عن محمد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قوله تعالى: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً) (4) قال: جعل الله تعالى مدخل صدق المدينة، ومخرج صدق مكة، وسلطاناً نصيراً الأنصار (5).
__________
(1) صحيح البخاري مع الفتح (7/ 356) رقم 4050، ويحتمل أن يكون فيه حذف تقديره أهل الذنوب وانظر الفتح (4/ 97).
(2) صحيح البخاري مع الفتح (4/ 96) رقم 1883، صحيح مسلم طبعة صبيح (4/ 121) وطبعة عبد الباقي رقم 1373.
(3) انظر الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص 50).
(4) الاسراء آية رقم (80).
(5) انظر تفسير الآية عند ابن كثير في تفسيره (5/ 108) ونقل عن الحسن البصري في قوله تعالى (سلطاناً نصيراً) وعده ربه لينزعن ملك فارس وعز فارس، وليعجلنه له، وملك الروم وعز الروم وليعجلنه له.
وقال قتادة: ان نبي الله صلى الله عليه وسلم، علم أن لا طاقة له بهذا الأمر الا بسلطان، فسأل سلطاناً نصيراً لكتاب الله ولحدود الله ولفرائض الله، ولاقامة دين الله فان السلطان رحمة من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعض فأكل شديدهم ضعيفهم وأشار ابن كثير إلى أن ابن جرير الطبري اختار قول الحسن وقتادة وهو الأرجح.