26
عليه خطيئة (1).
وسبب الكراهة اما لكونه مأخوذاً من الثرب وهو الفساد، أو من التثريب وهو المؤاخذة بالذنب، وكان عليه السلام يحب الاسم الحسن ولهذا سماها صلى الله عليه وسلم: (طابة وطيبة) (2).
لما في اسم طيبة من الطيب وهو موجود في المدينة حتى ذكروا أنه يوجد أبداً في رائحة هوائها أو تربتها أو سائر أمورها، أو لموافقتها من قوله تعالى: (بريح طيبة) (3) أو لطهارتها من الكفر لقوله تعالى: (الطيبات للطيبين) (4) والطيب والطاب لغتان بمعنى.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى (5): يثرب: اسم أرض ومدينة
__________
(1) التعريف للمطري (ص13)، بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار للمرجاني (1/ 32) وفاء الوفا (1/ 10) فضائل المدينة للامام يوسف الصالحي (ص64).
(2) انظر الكلام على الحديث السابق، وسبق تخريج حديث البخاري (انها طيبة تنفي الذنوب كما ينفي الكثير خبث الحديد) (ص 17).
(3) سورة يونس آية رقم (22).
(4) سورة النور آية رقم (26).
(5) أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي البصري من أئمة اللغة الأعلام، وله شهرة في الأخبار ومعرفة أيام الناس، وهو صاحب كتاب مجاز القرآن، وقد طبع بتحقيق فؤاد سزكين، وله مؤلفات كثيرة تقارب مئتي كتاب، ولم يصل الينا منها سوى القليل، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (9/ 445) ومقدمة تحقيق كتابه مجاز القرآن، وانظر القول المنسوب اليه في كتابه مجاز القرآن (2/ 234) والدرة الثمينة لابن النجار (1/ 8) والتعريف للمطري (ص13).