كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

27
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية منها، وهذا الاسم يطلق الآن على أرض غربي مشهد حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشرقي الموضع المعروف بالبركة مصرف عين الأزرق (1)، وتسميها الحجاج عيون حمزة.
وكانت يثرب منازل بني حارثة بن الحارث: بطن من الأوس.
وكانت قبل نزول الأوس والخزرج أم قرى المدينة وبها كان معظم اليهود الغالبين على المدينة بعد العماليق.
وكان بها ثلاثمائة صائغ من اليهود، كذا نقله المطري عن ابن زبالة (2)، وفيه نظر، لأن الثلاثمائة صائغ انما كانت بزهرة (3)، وكانت
__________
(1) هي العين الزرقاء أحد موارد المياه للمدينة المنورة وتقع غربي مسجد قباء وبجوارها برج المياه المعروف، وانظر حولها كتاب آثار المدينة (ص258).
(2) انظر في سبب الكراهية والكلام الذي بعده إلى هنا. كتاب الدرة الثمينة لابن النجار (ص28)، والتعريف للمطري (ص13)، وما جاء عند المطري فيه شيء من الخلط نبه عليه المؤلف هنا، وانظر التعليق رقم (3) وفاء والوفا (1/ 9).
(3) زهرة: قال عنها الفيروز آبادي في المغانم المطابة (ص 173): موضع بالمدينة بين الحرة والسافلة، وذكر السمهودي تعريفاً عن ابن زبالة في وفاء الوفا (4/ 1229) مفاده أن هذا الموضع أرض سهلة بين الحرة والسافلة مما يلي القف، والمراد بالحرة الحرة الشرقية فانها تعرف بحرة زهرة، ومقتضاها أن زهرة مما يلي طرف العالية، وما نزل عنها فهو السافلة، وأدنى العالية ميل من المسجد، ونقل الفيروزآبادي في المغانم عن الزبير بن بكار أن زهرة أعظم قرية بالمدينة، وكان بها جماع من اليهود، وقد بادوا، وكان بها ثلاثمائة صائغ، وهذا يؤيد ما ذكره المؤلف من تعقيب على المطري وابن زباله.

الصفحة 27