كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

31
الأوس خمس بنين وتفرقوا بطوناً كثيرة، منهم رهط عبادة بن الصامت وبنو زريق وبنو بياضة وبنو سلمة رهط معاذ بن جبل، وقبيلة جابر، ورهط عبد الله بن رواحة، ومنهم بنو النجار وهط أبي بن كعب، ومنهم بنو سالم، وبطون بني ساعدة، ورهط سعد بن عبادة.
وثبت الأوس والخزرج بالمدينة ما شاء الله وكلمتهم واحدة، وملكوا عليهم مالك بن عجلان، لما رأوا من نبله وجلده مع اليهود في أمور يطول شرحها (1).
ثم وقعت بين الأوس والخزرج حروب لم يسمع قط في قوم أكثر منها ولا أطول بسبب أمور لا يسعها هذا المختصر حتى قيل: كانت المدة في ذلك مائة وعشرين سنة (2)، ثم جمع الله كلمتهم بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم نزل قوله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً) (3) الآية.
فهذه نبذة من أخبار المدينة.
والله أعلم
__________
(1) ما نقله المؤلف حول نسب الأوس والخزرج وبعض أحوالهم عن رزين وابن زبالة انظر مزيداً من التفصيل حوله في جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص332)، وكذلك (ص336) إلى (ص346)، و (ص470 - 472)، وانظر وفاء والوفا للسمهودي (1/ 173 - 214).
(2) الشيء من التفصيل حول هذه الحروب انظر وفاء والوفا (1/ 215 - 220) وكتاب أيام العرب في الجاهلية، لمحمد جاد، والبجاوي، وأبو الفضل (ص62 - 84).
(3) سورة آل عمران الآية رقم (103)، وانظر تفسير ابن كثير (2/ 74).

الصفحة 31