كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

4
أحمده على أن جعلها مهبط الوحي ومأرز الإيمان (1)، وأشكره على أن جعل فتحها بالقرآن (2)، وأسأله المزيد من نعمه فيها ثم الموت بها وذلك تمام الإحسان، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بركتها في الميزان وأنجو بها من الزيغ والزلل والبهتان، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المخصوص بالبيان، وكتابه بالتبيان، المؤيد بأحياء الأنصار والمهاجرين من عدنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ما بقي الفرقدان وتعاقب الملوان.
(وبعد) فان فضل المدينة الشريفة لا ينكر، والقائم بنشر ما طوى من فضائلها ينصر ويشكر.
ولما كان من أحسن الموضوعات وأجمعها، وأكثرها تحقيقاً وأمتعها؛ في الاعلام بمعالمها، وتحصيل دلائلها؛ تاريخ الشيخ الامام
__________
(1) جاء ذلك في الحديث الذي رواه البخاري (4/ 93 رقم 1876) ومسلم (رقم 147) عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ان الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها)).
(2) جاء ذلك في حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فتحت البلاد بالسيف وفتحت المدينة بالقرآن)) وانظر تخريجه والكلام عليه في كتاب (الأحاديث الواردة في فضائل المدينة) للدكتور صالح الرفاعي ص 351، والحديث فيه كلام وحكم على بعض طرقه بالوضع وقيل هو من كلام مالك بن أنس وفي بعض طرقه جاء موقوفاً على عائشة رضي الله عنها.

الصفحة 4