43
- يعني اليهود - حبالاً وانا قاطعوها، فهل عسيت ان نصرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل الدم الدم والهدم الهدم - يعني حرمتي مع حرمتكم - ومقبري مقبركم، والمحيا محياكم، والممات مماتكم، أحارب من حاربكم وأسالم من سالمكم اخرجوا لي منكم اثني عشر نقيباً يكونوا على الناس) فأخرجوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، فصرخ الشيطان وقال: يا أهل الحباحب - يعني المنازل - هل لكم في الصباة قد اجتمعوا على حربكم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا ازب العقبة - يعني الشيطان - لأفرغن لك) أي عدو الله، ثم انهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتخرج معنا؟ قال: (ما أمرت به) (1).
ويقال: وقع بين قريش والأنصار كلام بسبب خروجه صلى الله عليه وسلم وقالوا: لا نخرج معكم الا في بعض أشهر السنة ولا يتحدث العرب أنكم غلبتمونا، فقالت الأنصار - وقد حضر من قومهم ذلك الموسم خمسمائة -: الأمر في ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سامعون لأمره، فأنزل الله عز وجل: (وان يريدوا أن يخدعوك فان حسبك
__________
(1) انظر السيرة النبوية لابن هشام (1/ 441، 442، 447، 448) وقال ابن هشام: الهدم الهدم يعني الحرمة. أي ذمتي ذمتكم، وحرمتي حرمتكم، ووفاء الوفا (1/ 229) وانظر الروض الأنف للسهيلي (4/ 121 - 126).