44
الله) (1) فانصرفت الأنصار إلى المدينة (2).
ثم أري رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أن دار الهجرة المدينة، فأذن لأصحابه أن يتقدموا اليها حتى يأذن الله له، فصاروا إلى المدينة ارسالاً وتتابعوا، فلما رأت قريش ذلك اجتمعوا بدار الندوة ليأتمروا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أبو جهل، وقد زعم ابن دريد في الوشاح أنهم كانوا خمسة عشر رجلاً (3).
وفي المولد لابن دحية (4) كانوا مائة رجل، ودخل معهم ابليس في صورة شيخ نجدي فقال بعضهم: نخرجه من بين أظهرنا، وقال آخرون: أو لا يطعم حتى يموت، فقال أبو جهل: قد رأيت أصلح من رأيكم أن نعطي خمسة رجال من خمس قبائل سيفاً سيفاً فيضربونه ضربة رجل، فيفترق دمه في هذه البطون فلا يقدر لكم بنو هاشم، فقال النجدي: لا أرى غير هذا، فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
__________
(1) سورة الأنفال الآية رقم (62).
(2) وفاء الوفا (1/ 233، 234).
(3) انظر وفاء الوفا (1/ 235، 236) وأشار إلى زعم ابن دريد في الوشاح.
(4) انظر كلام ابن دحية في وفاء الوفا (1/ 236) وابن دحية الكلبي: هو عمر بن الحسن أديب ومؤرخ وحافظ للحديث من أهل بلنسية بالأندلس ومن كتبه كتاب التنوير في مولد السراج المنير، توفي سنة 633هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (22/ 389).