45
فأنزل الله تعالى على نبيه: (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (1) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: نم على فراشي واتسج ببردتي (2) فلن يخلص اليك منهم أمر فترد هذه الودائع لأهلها) لأن كفار قريش كانت تودع عنده لأمانته عليه الصلام السلام، ولهذا سموه الأمين، وأتى أبا بكر فأعلمه وقال: (قد أذن لي) فقال الصحابة: يا رسول الله وقد كان حبس نفسه عليه لما ثبت في الصحيح أن أبا بكر تجهز قبل المدينة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (على رسلك فاني أرجو أن يؤذن لي) فقال له: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي، قال: نعم فحبس نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وكان عمر قد تقدم إلى المدينة وعلف أبو بكر راحلتين كانتا عنده الخبط أربعة أشهر (3).
وفي طبقات ابن سعد: أن ثمنهما ثمانمائة درهم، اشتراها من نعم بني قشير وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء بثمنها. وأهمل ذلك
__________
(1) سورة الأنفال الآية رقم (30)، وانظر تفسيرها في تفسير الطبري تحقيق محمود شاكر (13/ 491).
(2) يقال تسجى بالثوب: غطى به جسده ووجهه.
(3) انظر حول تفاصيل الهجرة النبوية وما ورد فيها من أخبار في السيرة النبوية لابن هشام (1/ 482) ودلائل النبوة للبيهقي (2/ 466) والبداية والنهاية (3/ 181) وصحيح البخاري مع الفتح (7/ 230) والروض الأنف للسهيلي (4/ 175 - 226).