كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

46
السهيلي، فذهب أبو بكر إلى عبد الله بن أريقط من بني الدئيل فاستأجره، وكان هادياً ماهراً بالهداية وهو على دين الكفار فأمناه ودفعا اليه راحلتيهما وواعداه غار ثور براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل (1).
قال ابن النجار (2): ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجاراً قافلين من الشام فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون في المدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الشمس، فرجعوا يوماً بعد طول انتظارهم، فلما آووا إلى بيوتهم أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم، قال ابن زبالة: وهي عز أهل المدينة ومنعهم التي يتحصنون فيها من عدوهم لأمر ينظر اليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين فنادى بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرونه، يعني حظكم، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة فعدل بهم في بني عمرو
__________
(1) الطبقات لابن سعد (1/ 228) وانظر البداية والنهاية (3/ 176) ووفاء الوفا (1/ 236) وانظر الروض الأنف للسهيلي (4/ 205، 206) والقصواء ناقة للرسول صلى الله عليه وسلم انظر تاج العروس (10/ 296).
(2) الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص46).

الصفحة 46