كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

47
بن عوف (1).
فقيل كان قدومه صلى الله عليه وسلم لهلال ربيع الأول، وقيل لثمان خلون منه وفي الاكليل عن الحاكم (2): تواترت الأخبار بذلك، وقيل ليلة الاثنين أول يوم منه، وقدم المدينة يوم الجمعة عشاءاً لثنتي عشرة ليلة مضت منه، وقيل لليلتين مضتا منه، وقيل لثمان عشرة ليلة وقيل بضع عشرة ليلة.
وعند البيهقي اثنتين وعشرين ليلة، وعند ابن حزم: خرجنا من مكة وقد بقي من صفر ثلاث ليال، وقال البرقي: قدمها ليلاً، وقيل: قدم لثلاث عشرة ليلة مضت منه، ومن العجب عدم موافقة ابن النجار لشيء من هذه الأقوال بل جزم بقدومه عليه الصلاة والسلام حين اشتد الضحى يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، ووافقه جازماً بذلك النووي في زوائده من كتاب السير من الروضة (3)، وأقام علي ثلاثة أيام بمكة بعده حتى أدى للناس
__________
(1) انظر وفاء والوفا (1/ 244).
(2) انظر كلام الحاكم في وفاء والوفا (1/ 246) وانظر مزيداً من التحقيق حول موعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم في وفاء الوفا (1/ 239، 240 - 249).
(3) انظر وفاء الوفا (1/ 245، 246) حيث أشار إلى تعقيب المراغي وقال عنه (ونقل المراغي هذا عن النووي وابن النجار فقط، وتعجب من عدم موافقته لشيء من الأقوال، وكأنه فهم أن مرادهما المدينة نفسها بعد الخروج من قباء، وليس ذلك مرادهما، فان ابن النجار عبر بقوله: فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين لاثني عشر من شهر ربيع الأول وأما النووي فان عبر بالمدينة فليس مراده سوى ذلك، والعلماء كلهم يطلقون على ذلك قدوم المدينة.

الصفحة 47