كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

48
ودائعهم، ثم لحقهم فأدركهم بقباء فنزل معه على كلثوم بن الهدم أحد بني زيد، وهو يومئذ مشرك رواه ابن زبالة، وقيل سعد بن خيثمة، ونزل أبو بكر على خبيب بن اساف، وقيل على خارجة بن زيد، وكلاهما من الخزرج، وقال كلثوم لغلام له: يا نجيح أطعمنا رطباً، فقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: (أنجحت وأنجحنا) وكلثوم أول من مات من الأنصار بعد قدومه صلى الله عليه وسلم، وبعده بأيام مات أبو أمامة أسعد بن زرارة فيما نقله السهيلي زاد غيره: هلك بالذبحة ومسجد المدينة يبنى، وهو أول من دفن من المسلمين بالبقيع. قاله رزين، وبهذا يظهر أن عثمان بن مظعون أول من دفن به من المهاجرين جمعاً بين النقلين والله أعلم (1).
وكان لكلثوم بن الهدم مربد أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسسه وبناه مسجداً وصلى فيه نحو بيت المقدس قبل أن يأتي المدينة، قيل: وهو أول مسجد أسس في الاسلام والله أعلم، فمسجد قباء في بني عمرو بن عوف (2).
__________
(1) لمزيد من الايضاح ولما ورد هنا من أخبار انظر السيرة النبوية في فتح الباري (2/ 46) والاصابة (3/ 255) ووفاء الوفا (1/ 244، 245، 246).
(2) انظر الروض الأنف (4/ 253).

الصفحة 48