53…
وروت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال: لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب الي من أن آتي بيت المقدس مرتين ولو يعلمون ما فيه لضربوا اليه أكباد الابل (1).
وروى نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأسطوان الثالث في مسجد قباء التي في الرحبة (2).
ونقل ابن زبالة (3) أنه كان على سبع أساطين وكانت له درجة لها قبة يؤذن فيها يقال لها النعامة حتى زاد فيه الوليد، فيحتمل (4) أن هذه صفة بنائه عليه الصلاة والسلام والله أعلم.
ويؤكده قولهم: ولم يزل مسجد قباء على ما بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن بناه عمر بن عبد العزيز رحمه الله عند بناء مسجد المدينة على هذه الحالة التي هو عليه اليوم، فتشعث على طول الزمان وتهدم، فجدده…
__________
(1) المستدرك للحاكم (3/ 12) والسنن الكبرى للبيهقي (5/ 249) وأخبار المدينة لابن شبه (1/ 42) وانظر وفاء الوفا (3/ 803) وقال السمهودي روى ابن شبه بسند صحيح، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 69) أن اسناده صحيح.
(2) أخبار المدينة لابن شبه (1/ 51) والتعريف للمطري (ص44)، ووفاء الوفا (3/ 805 - 806).
(3) وفاء الوفا (3/ 809).
(4) أشار السمهودي في وفاء الوفا (3/ 809) إلى تعقيب المراغي على ابن زبالة، ثم عقب عليه بقوله (قلت: ما أيد به الاحتمال المذكور لم أره في كلام أحد من المؤرخين غير المطري ومن تبعه، وانظر التعريف للمطري (ص44).