54…في سنة خمس وخمسين وخمسمائة الوزير جمال الدين محمد بن علي بن أبي المنصور الأصبهاني المعروف بالجواد (1)، وسيأتي ذكره في الكلام على الأبواب ان شاء الله تعالى، والصحيح أن قباء على ثلاثة أميال من المدينة، وقال الباجي: على ميلين، وقال القاضي عياض: بنو عمرو بن عوف على ثلثي فرسخ (2)، قال ابن النجار: ذرعت مسجد قباء فكان طوله ثمانية وستين ذراعاً يشف قليلاً وعرضه كذلك وارتفاعه في السماء عشرون وطول منارته من سطحه إلى رأسها اثنان وعشرون والمنارة على يمين المصلى وهي مربعة والله أعلم (3).
أما مسجد الضرار فلا أثر له ولا يعرف له مكان فيما حول مسجد قباء ولا في غير ذلك من جهات المدينة وقد وهم في ذلك ابن النجار (4).
…
__________
(1) التعريف للمطري (ص44)، والوزير جمال الدين هو الملقب بالجواد هو أبو جعفر محمد بن علي بن أبي منصور الأصبهاني وزير صاحب الموصل زنكي الأتايك كان كريماً نبيلاً محبباً إلى الرعية يرعى فقراء الحرمين وأنشأ مدرسة بالمدينة توفي عام 559، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (2/ 349) وانظر هناك بقية مصادر الترجمة.
(2) التعريف للمطري (ص44).
(3) الدرة الثمينة (ص176)، وانظر حول مساحة مسجد قباء وذرعته وفاء الوفا (3/ 810، 811).
(4) انظر كلام ابن النجار في الدرة الثمينة (ص183)، وعقب عليه المطري في التعريف (ص44) بقوله (وما ذكره الشيخ محب الدين ابن النجار أنه موجود قريب من مسجد قباء وهو كبير وحيطانه عليه، وكا بناؤه مليحاً فهذا وهم ولا أصل له.