كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

64…الطريق، وقد اشترى عرصتها الملك المظفر شهاب الدين غازي بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب بن شاذى (1)، وكانت دار مملكته ميافارقين وبناها مدرسة ووقفها على المذاهب الأربعة من أهل السنة، وفيها قاعتان كبرى وصغرى، وفي الايوان الغربي من الصغرى خزانة صغيرة مما يلي القبلة فيها محراب يقال انها مبرك ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، ويلي المدرسة من جهة القبلة عرصة كبيرة تحاذيها من القبلة كانت داراً لجعفر بن محمد بن علي بن الحسي المعروف بالصادق رضوان الله عليهم (2)، وفيها قبلة مسجده وأثر محاريب، وهي الآن ملك للأشراف المنايفة بني الأمير منيف.
واعلم أن المربد (3) كان فيه خرب ونخل وقبور المشركين فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخيل فقطع،…
__________
(1) كان ملكاً جواداً حازماً شهماً شجاعاً توفي سنة 645هـ انظر ترجمته ومصادرها في سير أعلام النبلاء (22/ 133، 134) وانظر التعريف للمطري (ص 36).
(2) تقع هذه الدار في الجنوب الشرقي للمسجد النبوي بجوار دار أبي أيوب الأنصاري، وقد دخلت الآن في ساحة المسجد النبوي من الجهة القبلية، انظر وفاء الوفا (2/ 733) وآثار المدينة للأنصاري (ص28).
(3) المربد: الموضع الذي تحبس فيه الابل وغيرها، وقال الأصمعي المربد كل شيء حبست فيه الابل والغنم، ولهذا قيل مربد النعم الذي بالمدينة، وهو من ربد بالمكان اذا أقام فيه - لسان العرب (4/ 150، 151).

الصفحة 64