كتاب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة

91…
الرابع: نذكر فيه الأساطين (1) بالروضة الشريفة والجذع والمنبر
فمنها: (الأسطوانة المخلقة) وهي التي صلى اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم المكتوبة بعد تحويل القبلة بضعة عشر يوماً، ثم تقدم إلى مصلاة اليوم، وهي الثالثة من المنبر، والثالثة من القبلة، والثالثة من القبر الشريف، والثالثة من رحبة المسجد قبل زيادة الرواقين المستجدين في القبلة، وبهما صارت خامسة من الرحبة اليوم، وهي متوسطة في الروضة، وتعرف بأسطوانة المهاجرين لأن أكابر الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلون اليها ويجلسون حولها، وتسمى: (أسطوان عائشة رضي الله عنها) للحديث الذي روت فيها: (أنها لو عرفها الناس لاضطربوا على الصلاة عندها بالسهمان) وهي التي أسرت بها إلى ابن أختها عبد الله بن الزبير فكان أكثر نوافله اليها، ويقال ان الدعاء عندها مستجاب (2).

__________
(1) انظر تفاصيل القول في هذه الأساطين وما ورد حولها من آثار وأخبار مع تحديد مواضعها عند السمهودي في وفاء الوفا (2/ 439 - 453).
(2) انظر الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص 147)، والتعريف للمطري (ص 27)، وفاء الوفا (2/ 440) والمراد من قولها (لاضطربوا على الصلاة عندها بالسهمان) الدلالة على حرص كل واحد على الصلاة في هذا المكان، وهو ما يفهم من ضرب السهام =

الصفحة 91