كتاب الرد على الرفاعي والبوطي في كذبهما على أهل السنة ودعوتهما إلى البدع والضلال
ومِن المعلوم أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَم يأتِ عنه شيءٌ يدلُّ على احتفاله بِمولِده، وكذا لَم يأتِ شيءٌ من ذلك عن أصحابِه الكرام، ولا عن التابعين وأتباعِ التابعين، ومَضتِ القرونُ الثلاثةُ الأولى ليس فيها شيءٌ من الاحتفالات بمولِده صلى الله عليه وسلم، وأولُ مَن عُرف عنه إحداثُ الاحتفال بالموالدِ ومنها مولده صلى الله عليه وسلم العُبَيدِيُّون الذين حَكموا مصرَ، الذين يُقال لهم: الفاطميين، وكان بدءُ حكمهم مصر في القرن الرابع الهجري، فقد ذكر تقيُّ الدِّين أحمد بن علي المقريزي في كتابه: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (1/490) أنَّه كان للفاطميِّين في طول السَّنة أعياد ومواسم، فذكرها وهي كثيرةٌ جدًّا، ومنها مولدُ الرسول صلى الله عليه وسلم، ومولد عليٍّ وفاطمة والحسن والحُسين رضي الله عنهم، ومولد الخليفة الحاضر.
وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة (567هـ) ، وهي السنةُ التي انتهت فيها دولتُهم بموتِ آخرهم العاضد، قال: "ظهرتْ في دولتِهم البدعُ