كتاب الرد على الرفاعي والبوطي في كذبهما على أهل السنة ودعوتهما إلى البدع والضلال

وأمَّا التدريسُ في المسجد الحرام والمسجد النَّبَويِّ، فهو مستَمرٌّ وقائمٌ والحمد لله في التفسير والحديث والفقه وغيرها، وأذكرُ أنَّ مِمَّا دُرِّس في المسجد النَّبَويِّ موطأ الإمام مالك رحمه الله، درَّسه كلٌّ من الشيخ عطية محمد سالم، والشيخ عمر محمد فلاتة رحمهما الله، ومقتضى الولاية والأمانة والنُّصح للمسلمين ألاَّ يُسمح لكلِّ مَن أراد أن يفتحَ فاه في المسجدَين الشريفين.
وأمَّا إنكارُه القول بأنَّ أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم في النار فلا وجه له؛ لأنَّ الذي قال ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله! أين أبي؟ قال: "في النار"، فلمَّا قَفَّى دعاه، فقال: "إنَّ أبي وأباك في النَّار".
وقد بوَّب النَّوويُّ لهذا الحديث في شرحه لصحيح مسلم بقوله: "باب: بيان أنَّ مَن مات على الكفر فهو في النار، ولا تناله شفاعة، ولا تنفعه قرابة المقرَّبين".
وقال في شرحه: "وفيه أنَّ مَن مات في الفترة على ما

الصفحة 88