كتاب شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ (1) وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأركان الستة قوله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القدر بفتح الدال: "تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق علمه، وأقتضته حكمته".
الركن السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره ويتضمن أربعة أمور
الأول: العلم
...
وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ (1) وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأركان الستة قوله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القدر بفتح الدال: "تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق علمه، وأقتضته حكمته".
والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً، أزلاً وأبداً، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.
__________
(1) رواه مسلم، كتاب القدر، باب: ذكر حجاج آدم وموسى عليهما السلام.
الثاني: الكتابة
...
الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [سورة الحج، الآية: 70] .
وفي صحيح مسلم- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة". (1)
الثالث: المشيئة
...
الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [سورة القصص، الآية: 86] ، وقال: {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [سورة إبراهيم، الآية: 27] وقال: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [سورة آل عمران الآية:6] وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} [سورة النساء، الآية: 90] وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [سورة الأنعام، الآية: 112] .

الصفحة 111