كتاب شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [سورة الشعراء، الآيات79-81] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني" (1)
وقد وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم، وفي سياق الثناء عليهم فقال تعالى في نوح صلى الله عليه وسلم: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} [سورة الإسراء، الآية:3] وقال في محمد صلى الله عليه وسلم: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} [سورة الفرقان الآية: 1] .
وقال في إبراهيم، وإسحاق ويعقوب صلى الله عليهم وسلم: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} [سورة ص، الآيات: 45-47] . وقال في عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائيلَ} [سورة الزخرف،، الآية: 59] .
والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري، كتاب القبلة، باب: التوجه نحو القبلة حيث كان. ومسلم، كتاب المساجد، باب: السهر في الصلاة والسجود له.
الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من عند الله
...
الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع. كما قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [سورة الشعراء، الآية: 105] فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا

الصفحة 97