كتاب شرح حديث جبريل في تعليم الدين

ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن حوسب عُذِّب، قالت عائشة: فقلت: أوَليس يقول الله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} ، قالت: فقال: إنَّما ذلكِ العَرْض، ولكن مَن نُوقش الحساب يهلك" رواه البخاري (103) ، ومسلم (2876) .
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمانُ بحوض نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، والأحاديث فيه متواترةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أورد البخاري ـ رحمه الله ـ في باب: في الحوض، من كتاب الرقاق من صحيحه منها تسعة عشر طريقاً من (6575 ـ 6593) ، وذكر الحافظ في الفتح أنَّ الصحابةَ فيها يزيدون على خمسين صحابيًّا، ذكر خمسة وعشرين منهم نقلاً عن القاضي عياض، وثلاثة نقلاً عن النووي، وزاد عليهما قريباً من ذلك، فزادوا على الخمسين صحابيًّا (11/468 ـ 469) ، وأورد الإمامُ ابن كثير في كتاب النهاية أحاديثَ الحوض عن أكثر من ثلاثين صحابيًّا (2/29 ـ 65) ، ذكرها بأسانيد الأئمَّة الذين خرَّجوها غالباً.
ومٍِمَّا جاء في صفة حوض النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قولُه صلى الله عليه وسلم: "حَوضِي مسيرة شهر، ماؤُه أبيضُ من اللَّبن، وريحُه أطيبُ من المسك، وكيزانُه كنجوم السماء، مَن شرب منها فلا يظمأ أبداً" رواه البخاري (6579) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ورواه مسلمٌ في صحيحه (2292) ولفظُه: "حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤُه أبيضُ من الوَرِق، وريحُه أطيب من المسك، وكيزانُه كنجوم السماء، فمَن شرب منه فلا يظمأُ بعده أبداً".
وفي صحيح مسلم (2300) من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وفيه: "يشخبُ

الصفحة 49