كتاب تأويل مختلف الحديث

و"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ"1 وَ"كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِين" "وَيحمل2 اللَّهُ الْأَرْضَ عَلَى أُصْبُعٍ وَيَجْعَلُ كَذَا عَلَى أُصْبُعٍ"3.
وَ"لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا مِنْ نفَس الرَّحْمَنِ"4،
وَ"كَثَافَةُ جِلْدِ الْكَافِرِ فِي النَّارِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ"5.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ:
وَلِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ مَخَارِجُ، سَنُخْبِرُ بِهَا فِي مَوَاضِعِهَا مِنْ هَذَا الْكِتَابِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَرُبَّمَا نَسِيَ الرَّجُلُ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ قَدْ حَدَّثَ بِهِ، وَحُفِظَ عَنْهُ وَيُذَاكَرُ بِهِ، فَلَا يَعَرِفُهُ، وَيُخْبَرُ بِأَنَّهُ قَدْ حَدَّثَ بِهِ، فَيَرْوِيهِ عَمَّنْ سَمِعَهُ مِنْهُ، ضَنًا بِالْحَدِيثِ الْجَيِّدِ، وَرَغْبَةً فِي السُّنَّةِ، كَرِوَايَةِ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ"6.
قَالَ رَبِيعَةُ: ثُمَّ ذَاكَرْتُ سُهَيْلًا بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَلَمْ يَحْفَظْهُ، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، يَرْوِيهِ عَنْ نَفْسِهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَكَرِوَايَةِ وَكِيعٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ حَدِيثَيْنِ:
أَحدهمَا: عَن بن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حدّثنَاهُ مُحَمَّد بن7 هَارُون
__________
1 تقدم ص54.
2 وَفِي نُسْخَة: وَيجْعَل.
3 وَجَدْنَاهُ بِلَفْظ: "إِن الله يمسك السَّمَوَات على أصْبع" فِي البُخَارِيّ: تَوْحِيد 19 و26 و36، وَمُسلم: المُنَافِقُونَ 19 و21، وَالتِّرْمِذِيّ: تَفْسِير سُورَة 39/ 2.
4 أخرجه أَحْمد: 2/ 250 و268 و409 و437، وَالتِّرْمِذِيّ: فتن 65، وَابْن ماجة: أدب 29.
5 وَجَدْنَاهُ بِلَفْظ: "وكثافة جلده اثْنَان وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعا" من مُسْند أَحْمد 2/ 334 و537.
6 أخرجه أَبُو دَاوُد: أقضية 21، وَالتِّرْمِذِيّ: أَحْكَام 13، وَابْن ماجة: أَحْكَام 31، والموطأ: أقضية 5 و6 و7، وَأحمد 3/ 305 و5/ 285.
7 مُحَمَّد بن هَارُون: هُوَ أَبُو عِيسَى الْوراق باحث معتزلي من أهل بَغْدَاد، ووفاته فِيهَا عَام 247هـ. لَهُ تصانيف مِنْهَا: "المقالات فِي الإمامية"، وَكتاب "الْمجَالِس" نقل عَنهُ المَسْعُودِيّ.

الصفحة 130