كتاب تأويل مختلف الحديث

قَالَ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة، عَن بن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا، وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} 1 قَالَ: تَدُورُ دَوْرًا.
وَعَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} 2 قَالَ: الْحُصُونُ.
فَسُئِلَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْهُمَا، فَلَمْ يَعْرِفْهُمَا، وَحَدَّثَ ابْنُ عُيَيْنَةَ بِهِمَا عَنْهُمَا، عَنْ نَفْسِهِ,
وَرَوَى ابْنُ3 عُلَيَّةَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ4 دِينَارٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى طَلَاقَ الْمُكْرَهِ شَيْئًا فَسَأَلَ عَنْهُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ بَعْدُ عَن بن عُلَيَّةَ عَنْ نَفْسِهِ.
التَّنْبِيهُ إِلَى الْأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ:
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ:
وَكَانَ مُعْتَمِرُ بْنُ5 سُلَيْمَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُنْقِذٌ عَنِّي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "وَيْحُ" كَلِمَةُ رَحْمَةٍ.
وَقَدْ نَبَّهُوا عَلَى الطُّرُقِ الضِّعَافِ، كَحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ6 سَعِيدٍ، عَن
__________
1 الْآيَة 9 من سُورَة الطّور.
2 الْآيَة 26 من سُورَة الْأَحْزَاب.
3 ابْن علية: إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مقسم الْأَسدي بِالْوَلَاءِ، أَبُو بشر من أكَابِر حفاظ الحَدِيث كُوفِي الأَصْل، ولد عَام 110 هـ تَاجر، كَانَ حجَّة فِي الحَدِيث ثِقَة مَأْمُونا وَتُوفِّي بِبَغْدَاد فِي عَام 193هـ.
4 عَمْرو بن دِينَار بن شُعَيْب الْبَصْرِيّ أَبُو يحيى الْأَعْوَر قهرمان آل الزبير، لَيْسَ بِثِقَة "تَهْذِيب التَّهْذِيب" "8/ 30" "الْخُلَاصَة 345".
5 مُعْتَمر بن سُلَيْمَان بن طرخان "من موَالِي بني مرّة" مُحدث الْبَصْرَة فِي عصره. انْتقل إِلَيْهَا من الْيمن. ولد عَام 106هـ وَكَانَ حَافِظًا ثِقَة، حدث عَنهُ كَثِيرُونَ وَتُوفِّي عَام 187هـ.
6 حصل تَصْحِيف فِي الِاسْم، وَالصَّحِيح عَمْرو بن شُعَيْب، وَهَذِه مَجْمُوعَة أَحَادِيث مَشْهُورَة تروى بِهَذَا الْإِسْنَاد، وفيهَا إِشْكَال مَعْرُوف، أما عَمْرو بن سعيد بن أُميَّة بن عبد شمس الْأمَوِي فَلَا يجوز نِسْبَة هَذَا إِلَيْهِ، لِأَن جده الْعَاصِ قتل كَافِرًا ببدر، وَأما أَبوهُ سعيد بن الْعَاصِ فقد كَانَ تسع سِنِين عِنْد وَفَاة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -مُحَمَّد بدير.

الصفحة 131