كتاب تأويل مختلف الحديث

51- قَالُوا أَحَادِيثُ مُتَنَاقِضَةٌ- الرَّضَاعُ بَعْدَ الْفِصَالِ:
قَالُوا: رُوِّيتُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ" 1.
وَقَالَ: "انْظُرْنَ، مَا إِخْوَانُكُنَّ، فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ" 2.
يُرِيدُ مَا رَضَعَهُ الصَّبِيُّ، فَعَصَمَهُ مِنَ الْجُوعِ.
ثمَّ رويتم عَن بن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ3، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ4 مِنْ دُخُولِ "سَالِمٍ" عَلَيَّ كَرَاهَةً.
فَقَالَ: "أَرْضِعِيهِ، قَالَتْ: أُرْضِعُهُ، وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ؟! " فَضَحِكَ -ثُمَّ قَالَ: "أَلَسْتُ أعلم أَنه رجل كَبِير؟ " 5.
__________
1 رَوَاهُ ابْن ماجة: نِكَاح 37.
2 رَوَاهُ مُسلم: كتاب 18 حَدِيث 32، وَأَبُو دَاوُد كتاب 12 بَاب8، وَالنَّسَائِيّ: كتاب26 بَاب 51، وَابْن ماجة: كتاب9 بَاب 37، وَأحمد: 6/ 93 و138 و174 و214، وَالطَّيَالِسِي برقم 1412، والموطأ: رضَاع 6 و15 و10، والْحَدِيث مُتَّفق عَلَيْهِ، انْظُر اللُّؤْلُؤ والمرجان برقم921.
3 عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق الْقرشِي، أَبُو مُحَمَّد: من سَادَات أهل الْمَدِينَة فقهًا وعلمًا وحفظًا للْحَدِيث وإتقانًا، توفّي فِي الشَّام 126هـ.
4 أَبُو حُذَيْفَة بن عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شمس صَحَابِيّ هَاجر إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وأحدًا وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا وَقتل يَوْم الْيَمَامَة 12هـ.
5 رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير: الرَّضَاع2، وَمُسلم: كتاب الرَّضَاع بَاب رضاعة الْكَبِير7.

الصفحة 434