كتاب تأويل مختلف الحديث

الْاقْتِدَاءُ بِالْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ:
وَأَمَّا الِايتِّسَاءُ1 فَبِالْعُلَمَاءِ الْمُبَرَّزِينَ، وَالْفُقَهَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَالْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ الَّذِينَ لَا يُجَارَوْنَ، وَلَا يُبْلَغُ شَأْوُهُمْ.
مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ2، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ3، وَالْأَوْزَاعِيِّ4، وَشُعْبَةَ5، وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ6 وَعُلَمَاءِ الْأَمْصَارِ وَكَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ7، وَمُسْلِمٍ الْخَوَّاصِ، وَالْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ8، وَدَاوُدَ الطَّائِيِّ9، وَمُحَمّد بن النَّضر
__________
1 الايتساء: أَي الِاقْتِدَاء من ائتسى بِهِ: جعله إسوة أَي قدوة. الْقَامُوس ص1626.
2 سُفْيَان بن سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْريّ الْكُوفِي، أَبُو عبد الله، أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث، كَانَ إِمَامًا من أَئِمَّة الْمُسلمين، وعلمًا من أَعْلَام الدَّين، مجمعا على إِمَامَته، وَكَانَ يحيى بن معِين لَا يقدم عَلَيْهِ فِي زَمَانه أحدا فِي الْفِقْه والْحَدِيث وكل شَيْء، وَكَانَ عابدًا ثبتًا. وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ أجل من أَن يُقَال فِيهِ: ثِقَة، وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الَّذين أَرْجُو أَن يكون الله مِمَّن جعله لِلْمُتقين إِمَامًا، ولد سنة 97هـ وَتُوفِّي بِالْبَصْرَةِ سنة 161هـ.
3 مَالك بن أنس: إِمَام دَار الْهِجْرَة وَأحد الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة ولد عَام 93هـ فِي الْمَدِينَة وَتُوفِّي فِيهَا عَام 179هـ كَانَ صلبًا فِي دينه بَعيدا عَن الْأُمَرَاء والملوك. صنف الْمُوَطَّأ وكتبًا أُخْرَى.
4 الْأَوْزَاعِيّ: هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو ولد عَام 88هـ فِي بعلبك وَنَشَأ فِي الْبِقَاع وَسكن ببيروت وَتُوفِّي بهَا، وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فَامْتنعَ، وَكَانَ الْأَوْزَاعِيّ عَظِيم الشَّأْن بِالشَّام، وَكَانَ أمره أعز من أَمر السُّلْطَان توفّي عَام 157هـ.
5 شُعْبَة بن الْحجَّاج أحد أَئِمَّة الْإِسْلَام. قَالَ فِيهِ أَحْمد: شُعْبَة أمة وَحده، وَقَالَ ابْن معِين فِيهِ: إِمَام الْمُتَّقِينَ. ولد سنة 80هـ وَمَات سنة 160هـ.
6 اللَّيْث بن سعد بن عبد الرَّحْمَن الفهمي وَلَاء، الإِمَام الْعَلامَة، عَالم مصر وفقيهها ورئيسها كَانَ يقرن بِمَالك وَهُنَاكَ من قَالَ: إِنَّه أفقه مِنْهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن رمح: كَانَ دخل اللَّيْث ثَمَانِينَ ألف دِينَار مَا وَجَبت عَلَيْهِ زَكَاة قطّ، ولد سنة 94هـ وَتُوفِّي سنة 175هـ.
7 إِبْرَاهِيم بن أدهم بن مَنْصُور، التَّمِيمِي الْبَلْخِي أَبُو إِسْحَاق، زاهد مَشْهُور، كَانَ أَبوهُ من أهل الْغنى فِي بَلخ، فتفقه ورحل إِلَى بَغْدَاد، وَكَانَ يعِيش من عمل يَده، توفّي عَام 161هـ فِي سوقنن على الْأَرْجَح.
8 هُوَ فُضَيْل بن عِيَاض بن مَسْعُود بن بشر التَّمِيمِي الْيَرْبُوعي الْخُرَاسَانِي، شيخ الْحرم. قَالَ ابْن الْمُبَارك: أورع من رَأَيْت فُضَيْل بن عِيَاض، كَانَ ثِقَة نبيلًا فَاضلا عابدًا ورعًا كثير الحَدِيث. مَاتَ بِمَكَّة سنة 187هـ عَن ثَمَانِينَ سنة.
9 دَاوُد بن نصير الطَّائِي أَبُو سُلَيْمَان من أَئِمَّة المتصوفين، أَصله من خُرَاسَان ومولده بِالْكُوفَةِ. رَحل إِلَى بَغْدَاد فَأخذ عَن أبي حنيفَة وَغَيره، وَعَاد إِلَى الْكُوفَة فاعتزل النَّاس وَلزِمَ الْعِبَادَة إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا عَام 165هـ.

الصفحة 65