كتاب العراق في أحاديث وآثار الفتن (اسم الجزء: 1)

هذا في غير الأوان الذي نحن بصدده، مع التنويه بأن هذا التحول إلى الشام يكون على وجه ظاهر في أتون الفتنة، وشدّتها، وانتشارها في أقطار الأرض (¬1) .
أخرج أحمد في «المسند» (5/33) وفي «فضائل الصحابة» (719) ، والطيالسي في «المسند» (2/577-578 رقم 1345 - ط. هجر) -ومن طريقه أبو نعيم في «الإمامة والرد على الرافضة» (152) -، وابن أبي عاصم في «السنة» (1294) ، والقطيعي في «زوائد الفضائل» (825) عن ابن حوالة ضمن حديث طويل، فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا ابن حَوالة! كيف تصنع في فتنة تثور في أقطار الأرض، كأنها صياصي بقر؟ قال: قلت: أصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: عليك بالشام» .
وإسناده صحيح، وعزاه البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (10/159-160 رقم 9767) للطيالسي وابن أبي شيبة في «مسنديهما» (¬2) ، وقال الهيثمي في «المجمع» (7/225-226) : «رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما رجال الصحيح» .
وقوله: «كأنها صياصي بقر» ؛ أي: قرونها، شبه الفتنة بها لشدتها، وصعوبة الأمر فيها (¬3) .
أخرج أبو داود في «السنن» في كتاب السنة (باب في الخلفاء) (5/32 رقم 4638 - ط. الدعّاس) -ومن طريقه برواية اللؤلؤي عنه: ابن عساكر في
¬_________
(¬1) ينظر في هذا: (الباب الثالث: فيما ورد في حفظ الشام من الفتن، وأنها معقل المسلمين في ذلك الزمان) من كتاب «فضائل الشام» لابن رجب (ص 49-52) ، وليس المقام هنا الكلام التفصيلي على فضل الشام، وإنما هو خروج أهل العراق إليها فقط، وانظر: حث النبي - صلى الله عليه وسلم - سكنى الشام عند الفتن في «فضائل الشام» للسمعاني (الأرقام: 13، 14، 15) .
(¬2) هو ليس في القسم المطبوع من «مسند ابن أبي شيبة» .
(¬3) «النهاية» (3/67) .

الصفحة 461