كتاب العراق في أحاديث وآثار الفتن (اسم الجزء: 1)
على أهلها، ويخرجهم الروم من بعض مناطقها (¬1) ،
وأورد ابن عساكر في «تاريخ دمشق» في ذلك آثاراً ومقطوعات كثيرة، فيها ضعف، مجموعها يدلل على أن لذلك أصلاً (¬2) ؛ مثل:
أخرج نعيم بن حماد في «الفتن» (2/489 رقم 1374) ، وابن المنادي في «الملاحم» -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (2/214) واللفظ له- عن خالد بن معدان، قال: «لا يذهب الليل والنهار حتى يطرد الروم أهل الشام، فيموت منهم ناس كثير من العيال بالفلاة، جوعاً وعطشاً» .
وأخرج ابن عساكر (12/214) عن أبي الدرداء، قال: «ليخرجنكم الروم من الشام كَفْراً (¬3) كفراً، حتى يوردونكم البلقاء، كذلك الدنيا تبيد (¬4) وتفنى، والآخرة تدوم وتبقى» .
وأخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (ص 371/رقم 1390 - ...
¬_________
(¬1) أخرج أبو القاسم البغوي -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/227) ، وابن العديم في «بغية الطلب» (1/488) - بسندٍ صحيح عن سعيد بن عبد العزيز، أن من أدرك من علمائنا كانوا يقولون: يخرجون أهل مصر من مصرهم إلى ما يلي المدينة، ويخرج أهل فلسطين إلى مشارق -أو مشارف بالفاء- البلقاء وإلى دمشق، ويخرج أهل الجزيرة وقنسرين وحمص إلى دمشق.
قال أبو عبيدة: و (مشارف) البلقاء فيها هذه الساعة كثير من أهل فلسطين ممن أخرجوا منها، على هيئة (مخيمات) نازحين في أواخر الستينات من القرن السابق، وبيوت وشقق و (فلل) سكنية هذه الأيام، تأريخ كتابة هذه السطور.
(¬2) وأورَدَ من ألّفَ في «فضائل الشام» آثاراً أخرى شبيهة بها، وليس همي هنا الاستقصاءَ وشدَّ النَّفَسِ في التخريج، فذاك له موضع آخر، وانظر -على سبيل المثال-: «فضائل الشام» لابن رجب (ص 146-149)
(¬3) الكَفْر: الأرض المستوية، والغائط الوطي، والنَّبْت، كذا في «القاموس» (605) . والكَفْر -أيضاً-: القرية النائية عن الأمصار؛ كما في «النهاية» (4/189) .
(¬4) في مطبوع «التاريخ» : «تميد» ! والمثبت من «مختصر ابن منظور» له (1/246) .
الصفحة 468
900