كتاب العراق في أحاديث وآثار الفتن (اسم الجزء: 1)

الكوفة، وقد ذكره الشعراء فأكثروا (¬1) .
و (لعلع) : منزل بين البصرة والكوفة، بينها وبين (بارق) عشرون ميلاً (¬2) .
وانتقال خيار أهل العراق إلى الشام عامٌّ في الفتن التي تموج موج البحر كلِّها، ودل على ذلك:
ما أخرجه أحمد (2/84، 198-199) عن عبد الرزاق (20790) -ومن طريقه -أيضاً- الحاكم (4/486) ، والبغوي (4008) ، وابن عساكر (1/160) -، والطيالسي (2293) -ومن طريقه أحمد (2/209) ، وأبو نعيم في «الحلية» (6/53-54) ، وابن عساكر (1/160-161) -، وإسحاق بن راهويه -ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (6/66) -، وأبو داود في «السنن» (2482) -مختصراً دون الشاهد المذكور-، وابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص 232) ، ونعيم بن حماد في «الفتن» (2/630، 632 رقم 1758، 1765) ، والحاكم (4/510، 511) عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إنها ستكون هجرة بعد هجرة (¬3) ، ينحاز الناس إلى مُهاجَر إبراهيم» (¬4) .
¬_________
(¬1) «معجم البلدان» (1/319-320) .
(¬2) انظر: «معجم البلدان» (5/18، 19) .
(¬3) أي: ستكون هجرة إلى الشام بعد هجرة كانت إلى المدينة.
(¬4) أي: موضع هاجر إليه؛ وهو الشام، ولاحظ أن هجرته كانت من العراق، وهذه الهجرة هي المذكورة في قوله -تعالى-: {وَأَرادُوا به كَيداً فَجَعَلناهُم الأخسرين. ونَجّيْناه ولُوطاً إلى الأرضِ الّتي بارَكْنا فيها للعالَمِين} [الأنبياء: 70-71] ، قال الحسن: إن {الأرضِ الّتي بارَكْنا فيها} : الشام. ومثله عن مجاهد، وابن زيد، وابن جريج.
وعن قتادة: كانا بأرض العراق، فأُنجيا إلى أرض الشام، وكان يُقال للشام: عمادُ دارِ الهجرة، وما نقص من الأرض زِيدَ في الشام، وما نقص من الشام زِيدَ في فلسطين. وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر، وبها مجمع الناس، وبها ينزل عيسى ابن مريم، وبها يُهلِكُ الله شيخَ =

الصفحة 470