كتاب العراق في أحاديث وآثار الفتن (اسم الجزء: 2)

الفتن.
فاحرص يا أخي على الاقتداء بسلفك الصالح وتثبت في دينك؛ لأن مُدّعِي العلم قد كثروا اليوم.
رابعاً: أن الفتنة تصيب هذه الأمة على هيئة أمواج، تظهر وتختفي بين الفَيْنَة والفينة (¬1) .
¬_________
(¬1) الأدلة على ذلك كثيرة جدّاً؛ منها:
- الآثار التي فيها أن الفتن أربع، أو خمس، أو ما شابه ذلك، فلازم هذا أنها أمواج، وهي الكبار، وما عداها الصغار، وثبت ذلك عن حذيفة في «صحيح مسلم» (2891) وغيره، وسبق لفظه.
ومن هذه الآثار، ما سيأتي قريباً عن علي.
وما أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (15/54) ، والسرقسطي في «الدلائل» (2/924) بسند حسن عن حذيفة، قال:
«تكون فتنة، فيقوم لها رجال، فيضربون خيشومها، حتى تذهب» ، ثم ذكر مثل ذلك الثانية والثالثة والرابعة، قال:

«ثم تكون الخامسة دَهْماء، مجلّلة تنبثق كما ينبثق الماء» .
قال السرقسطي: «تقول: انبثق عليهم الماء: إذا أقبل عليهم، ولم يظنوا به، والبثق: كَسُرْك شطّ النهر؛ لينبثق الماء» .
ويشهد له: ما أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (11/356 رقم 20733) -ومن طريقه: نعيم بن حماد في «الفتن» (1/52 رقم 78) ، والحاكم في «المستدرك» (4/437) -من طريق طارق بن شهاب-، وابن أبي شيبة في «المصنف» (15/24 رقم 19004) ، وإسحاق بن راهويه في «مسنده» -كما في «المطالب العالية» (17/622 رقم 4361 - ط. العاصمة) ، و «إتحاف الخيرة المهرة» (10/252 رقم 9916) ، وقال البوصيري: «ورواته ثقات» -، ونعيم بن حماد في «الفتن» (1/52 رقم 77) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/219، 220) ، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (2/817-818 رقم 2210) ، والحاكم في «المستدرك» (4/504) من طريق الأعمش، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة عن علي -رضي الله عنه-، قال: «جعل الله -عز وجل- في هذه الأمة خمس فتن: فتنة خاصة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، =

الصفحة 539