كتاب العراق في أحاديث وآثار الفتن (اسم الجزء: 2)

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «هل تعلم مكان الحيرة؟» قال: قلت: قد سمعت بها ولم آتها. قال: «لتوشكن الظعينة أن تخرج منها بغير جوار، حتى تطوف بالكعبة، ولتوشكن كنوز كسرى بن هرمز أن تُفتح» . قال: قلت: كسرى بن هرمز؟! قال: «كسرى بن هرمز» . قال: قلت: كسرى بن هرمز؟! قال: «كسرى بن هرمز» ؛ ثلاث مرات، «وليوشكن أن يبتغيَ مَنْ يقبلُ مالَه منه صدقةً؛ فلا يجد» . قال: فلقد رأيت ثنتين: قد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالكعبة، وكنت في الخيل التي أغارت على المدائن، وإيمُ الله؛ لتكونن الثالثة؛ إنه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنيه (¬1) .
وفي رواية عند أحمد (¬2) : «وليُبْذَلنّ المال حتى لا يقبله أحد» .
وأخرج مسلم بسنده إلى يُسَيْر بن جابر أن عبد الله بن مسعود قال ... ، وذكر حديثاً طويلاً في الملاحم، فيه: «إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة» (¬3) .
وذلك إما لكثرة الأموال، أو لعدم وجدان من يحسن قسمتها، حتى كان أحمد بن عبيد الله الشهاب السجيني (¬4) يقول: «ما دمت بين أظهركم فأنتم آمنون من ظهور الدجال» ، وهذا الحديث وارد في مقتلة بين الروم وأهل الشام يتعادّ بنو الأب من المسلمين كانوا مئة، فلا يجدون بقي منهم غير الرجل
¬_________
(¬1) أخرجه أحمد (4/378) وسنده حسن، والحديث صحيح له طرق عند أحمد (4/257، 379) ، وابن ماجه (87) ، والحاكم (4/518-519) ، والبيهقي في «الدلائل» (5/343) ، وابن أبي عاصم في «السنة» (135) ، والطبراني في «الكبير» (17/رقم 182) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (11/68-69) .
(¬2) في «المسند» (4/257) .
(¬3) أخرجه مسلم في «صحيحه» (4/2223) .
(¬4) نقل مقولته السخاوي في «الضوء اللامع» (1/377) ، ونعته بـ «كان فاضلاً حاسباً فرضيّاً خيّراً متقشفاً متواضعاً، طارحاً للتكلف» . وانظر: «القناعة» للسخاوي -أيضاً- (ص 109) .

الصفحة 560