كتاب العراق في أحاديث وآثار الفتن (اسم الجزء: 1)

والسقيم منها، وذكر صلتها بأشراط الساعة، وربطها بما حصل وسيحصل من أحداث على أرضها، وتلمّس القواعد الكليَّة، والنظرة المنهجيّة العلمية للسلف، وكيفية فهمهم لأحاديث الفتن، وعالجت من خلال ذلك: عملية إسقاط الفتن على الواقع، وهل هذا مشروع أم ممنوع، وبيان المحاذير التي فيه، وذكرت نماذج مما يخص موضوع بحثنا (العراق) و (الفتنة) من كتب طارت أيّ مطار، في سائر البلاد والأمصار.
وتَوَّجْتُ ذلك بذكر الأسانيد من (دواوين السنّة) والكلام على رواتها (¬1) ، وفق قواعد أهل الصنعة الحديثية، وأطلتُ النَّفس في الاستقصاء والبحث، وذكر الطرق والشواهد، وكلام الأئمة والمحدثين عليها -قديماً وحديثاً-: صحةً وضعفاً، توجيهاً وشرحاً، وحاولت ربطها بسائر ما ورد في الباب؛ على منهج أهل الحق والصواب.
ولم أَنْسَ في دراستي هذه الآتي:
أولاً: تفنيد باطل من زعم أنّ (نجداً) الواردة في أحاديث (الفتن) ، هي دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-، وأكّدتُ ذلك بما يظهر لكل ذي عينين أنّ هذه (دعوى) باطلة كاسدة، وأنّ (دعوة) الشيخ الإمام هي الإسلام الصحيح المصفّى، وهي باقية خالدة رائجة، على الرغم من أنوف الحاقدين المموهين.
ثانياً: التعرض لما استجدَّ من أحداث في العراق (¬2) .
ثالثاً: ذكر قواعد كلية منهجية مهمّة في علم الحديث، والتخريج، مما له
¬_________
(¬1) لعل ذلك عقدة الكتاب عند بعض القراء، ولكن لا فائدة من الكتاب دون هذا العمل؛ إذ الآثار هي جل مادة الكتاب، وتخريجها وإثبات صحتها يحتاج إلى مثل هذا الجهد.
(¬2) مما هو في دائرة (اليقين) ، دون الوقوع في دائرة (الظن والتخمين) ، والبعد عن العجلة في الإسقاط على وجه (مشين) ، والله الهادي والواقي. وانظر: الآتي (رابعاً) .

الصفحة 8