كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 63)

فريقان منهم فرقة في جنانه * وأخرى بأحواز الجحيم تعلل إذا ما دعوا بالويل فيها تتابعت * مقامع في هاماتها ثم تشعل * وفي رواية رضوان في هاماتهم ثم مرعل * فسبحان من تهوي الرياح بأمره * ومن هو في الأيام ما شاء يفعل ومن عرشه فوق السماوات كلها * وأقضاؤه في خلقه لا تبدل * وقال ورقة بن نوفل في ذلك (1) يا للرجال لصرف الدهر والقدر * وما لشئ قضاه الله من غير * وفي حديث رضوان وصرف الدهر (2) حتى خديجة تدعوني لأخبرها * وما لها بحق (3) الغيب من خبر (4) * * فخبرتني بأمر قد سمعت به * فيما مضى من قديم الدهر والعصر بأن أحمد يأتيه فيخبره * جبريل أنك مبعوث إلى البشر فقلت عل الذين ترجين بنجزه * له الإله فرجي الخير وانتظري وأرسليه إلينا كي نسائله * عن أمره ما يرى في النوم والسهر فقال حين أتانا منطقا عجبا * يقف منه أعالي الجلد والشعر إني رأيت أمين الله واجهني * في صورة أكملت من أعظم الصور * وقال رضوان في أهيب الصور (5) ثم استمر فكاد الخوف يذعرني مما يسلم ما حولي من الشجر فقلت ظني وما أدري أيصدقني * أن سوف يبعث يتلو منزل السور وسوف أبليك (6) إن أعلنت دعوته (7) من الجهاد بلا من ولا كدر * أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان ثم أخبرنا أبو البركات بن المبارك
_________
(1) الأبيات في دلائل النبوة للبيهقي 2 / 150 - 151 والبداية والنهاية 3 / 17
(2) في دلائل البيهقي والبداية والنهاية: وصرف الدهر
(3) كذا بالأصل وفي " ز " وم والدلائل: بخفي
(4) في البداية والنهاية: حتى خديجة تدعوني لأخبرها * أمرا أراه سيأتي الناس من آخر (5) وفي دلائل النبوة للبيهقي: أهيب الصور
(6) في دلائل النبوة: أنيبك
(7) دلائل النبوة والبداية والنهاية: دعوتهم

الصفحة 11