كتاب أخبار المدينة

مبدأ تعليق الأقناء (4):
روى ابن زبالة عن إبراهيم بن محمد عن أبيه أن ناساً كانوا يقدمون على النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء لهم، فقالت الأنصار: يا رسول الله، لو عجلناك قنوا من كل حائط لهؤلاء، قال: أجل فافعلوا، ففعلوا، فجرى ذلك إلى اليوم، فهي الأقناء التى تعلق في المسجد عند جدار النخل فيعطاها المساكين، وكان عليها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل (5).
أبواب المسجد النبوي:
لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد الشريف ثلاثة أبواب: باباً في مؤخره، وباباً في غربيه وهو باب الرحمة، والباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم وهو باب جبريل (3). والذي استقر عليه أمر المسجد بعد انتهاء زياداته في أمر الأبواب عشرون باباً، هذا حاصل كلام من كان قبل المطري من المؤرخين أمثال ابن شبة والحربي ويحيى، وهذا لا ينافى قول ابن زبالة إذ قال: وفي المسجد - يعنى في زمنه - أربعة وعشرون باباً لأنه قال في تفصيلها: منها ثمانية من ناحية المشرق، ومما يلي القبلة: باب يدخل منه الأمراء من ناحية باب مروان إلى المقصورة، وعن يسار القبلة الباب الذي تدخل منه المقصورة من موضع الجنائز، وعن يمين القبلة باب بحذائه سواء في الطرف الآخر أي في مقابلته يدعى باب بيت زيت القناديل، ذكروا أن مروان عمله، وخوخة آل عمر تحت المقصورة،
__________
(1) الأقناء: جمع قِنو، وهو العِذق بما فيه من الرطب. (ابن منظور: 11/ 331).
(2) السمهودي: 2/ 457.
(1) المراغي: ص 75. والسمهودي: 2/ 686، وقال إن هذين البابين الأخيرين لم يحولا من مكانهما، بل لما زيد في المسجد من جهتهما جعلا في محاذاة محلهما الأول. ولما زاد عمر بن الخطاب في المسجد جعل الأبواب ستة: بابين عن يمين القبلة، وبابين عن يسارها، وبابين خلف القبلة، ولم يغير باب عاتكة (باب الرحمة) ولا باب عثمان (باب جبريل)، بل زاد في جهة باب عاتكة الباب الذي عند دار مروان وهو باب السلام، وزاد بعد باب عثمان الباب المعروف بباب النساء وقد أقر عثمان (هذه الأبواب على حالها ولم يزد فيه شيئاً.

الصفحة 104