كتاب أخبار المدينة

ومما يلي المغرب ثمانية أبواب منها الخوخة التي تقابل يمين خوخة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، مما يلي الشام أربعة. انتهى كلام ابن زبالة، فغيره لم يعد الباب الذي كان في القبلة شارعاً في دار مروان، لأنه باب دار، وكذا خوخة آل عمر، لأنها للدار لا للمسجد، وكذا باب زيت القناديل لأنه باب خزانة للمسجد لا يدخل منه الناس، وأما الباب الذي ذكره عن يسار القبلة فيؤخذ من كلامه أنه كان في المشرق مقابلاً لباب زيت القناديل وأنه خاص بالمقصورة، ولو كان باباً عاماً لعده في الأبواب التي في جهة المشرق، ولهذا لما بسط ابن زبالة الكلام على أبواب المسجد في موضع آخر - كما سيأتي - لم يذكر هذه الأبواب الأربعة (1).
التفصيل في أبواب المسجد كما ذكرها ابن زبالة:
الأول: باب النبي صلى الله عليه وسلم : سمي بذلك لكونه في مقابلة حجرة عائشة رضي الله عنها التي بها قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، لا لكونه دخل منه؛ إذ لا وجود له في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، وقد سد عند تجديد الحائط الشرقي، وجعل مكانه شباك يقف الإنسان عنده من خارج، فيرى الحجرة الشريفة (2).
الثاني: باب علي - رضي الله عنه -: كان يقابل بيته الذي خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد سد أيضاً عند تجديد الحائط (3).
الثالث: باب عثمان - رضي الله عنه -: وهو الباب الذي وضع قبالة الباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعرف الآن باب جبريل، وسمي باب عثمان لمقابلته داره - رضي الله عنه - (4)،
__________
(1) السمهودي: 2/ 687.
(2) المراغي: ص 75. إلا أنه ذكر أنه سمي بذلك لأنه دخل منه (، ويجوز أن يكون ذلك خطأ في الطباعة. والسمهودي: 2/ 688.
(3) المراغي: ص 76. والسمهودي: 2/ 688.
(4) المراغي: ص 76. والسمهودي: 2/ 689.

الصفحة 105