قال: فسمعت أبي يقول: لما احتيج إلى بيت حفصة قالت: فكيف بطريقي إلى المسجد؟ فقال لها: نعطيك أوسع من بيتك، ونجعل لك طريقاً مثل طريقك، فأعطاها دار عبيد الله بن عمر، وكانت مربداً (1).
كما روى ابن زبالة وابن شبة عن عبد الرحمن بن سعد (2) عن أشياخه أن أول من عمل المقصورة باللبن عثمان بن عفان، وأنه كانت فيه كوى ينظر الناس منها إلى الإمام، وأن عمر بن عبد العزيز هو الذي جعلها من ساج حين بنى المسجد (3).
قال ابن زبالة: وقال مالك بن أنس: لما استخلف عثمان بعد مقتل عمر بن الخطاب عمل عثمان مقصورة من لبن، فقام يصلى فيها للناس، وكانت صغيرة (4).
في زيادة الوليد بن عبد الملك على يد عمر بن عبد العزيز (5):
قال ابن زبالة: حدثني عبد العزيز بن محمد (6) عن بعض أهل العلم قال: قدم الوليد بن عبد الملك حاجاً، فبينما هو يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حانت منه التفاتة فإذا بحسن بن حسن بن علي بن أبي طالب في بيت فاطمة في يده مرآة ينظر فيها، فلما نزل أرسل إلى عمر بن عبد العزيز فقال: لا أرى هذا قد بقي بعد، اشتر هذه المواضع، وأدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، واسدده (7).
وروى ابن زبالة عن منصور مولى الحسن بن علي قال: كان الوليد بن عبد الملك يبعث كل عام رجلاً إلى المدينة يأتيه بأخبار الناس، وما يحدث بها، قال: فأتاه في عام
__________
(1) المربد: بزنة منبر - الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم واشتقاقه من (ربد بالمكان) إذا أقام فيه
و (ربده يربده) إذا حبسه. (السمهودي: 2/ 508). وهو أيضًا ما يجفف فيه التمر (المعجم الوسيط 1/ 322).
(2) سبق تعريفه ضمن شيوخ ابن زبالة ص55.
(3) السمهودي: 2/ 510.
(4) السمهودي: 2/ 511.
(5) انظر خبر هذه الزيادة في كتاب الدرة الثمينة لابن النجار ص 98 - 103.
(6) سبق تعريفه ضمن شيوخ ابن زبالة ص57.
(7) السمهودي: 2/ 513.