كتاب أخبار المدينة

صحن المسجد صورة خنزير، فظهر عليه عمر بن عبد العزيز فأمر به فضربت عنقه، وقال بعض أولئك العمال الذين عملوا الفسيفساء إنا عملنا على ما وجدنا من صور شجر الجنة وقصورها (1). انتهى خبر ابن زبالة.
وروى ابن زبالة عن محمد بن عمار (2) عن جده قال: لما صار عمر بن عبد العزيز إلى جدار القبلة دعا مشيخة من أهل المدينة من قريش والأنصار والعرب والموالى فقال لهم: تعالوا احضروا بنيان قبلتكم، ولا تقولوا غَيَّر عمر قبلتنا، فجعل لا ينزع حجراً إلا وضع مكانه حجراً - فكانت زيادة الوليد بن عبدالملك من المشرق إلى المغرب ستة أساطين، وزاد إلى الشام من الأسطوان المربعة التي في القبر أربع عشر أسطواناً منها عشر في الرحبة وأربع في السقايف الأولى التي كانت قبل، وزاد من الأسطوان التي دون المربعة إلى المشرق أربع أساطين في السقايف فدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، وبقي ثلاث أساطين في السقايف (3).
وقال ابن زبالة فيما رواه عن محمد بن عمار عن جده: وكان في موضع الجنائز - أي شرقي المسجد في زمان الوليد بن عبد الملك - نخلتان إذا أتى بالموتى وضعوا عندهما فيصلى عليهم، فأراد عمر بن عبد العزيز قطعهما حين ولي عمل المسجد للوليد بن عبد الملك، وذلك في سنة ثمان وثمانين، فاقتتلت فيهما بنو النجار من الأنصار، فابتاعهما عمر بن عبد العزيز فقطعهما (4).
وروى ابن زبالة عن إبراهيم بن محمد الزهري عن أبيه قال: ولما قدم الوليد بن عبد الملك المدينة حاجاً بعد فراغ عمر بن عبد العزيز من المسجد جعل يطوف في
__________
(1) السمهودي: 2/ 519.
(2) سبق تعريفه في ص 136.
(3) ابن النجار: ص 98؛ والسمهودي: 2/ 520، نقلاً عن ابن زبالة.
(4) السمهودي: 2/ 522.

الصفحة 120