بزهرة، وكانت لهم الأموال بالسافلة، وزهرة ثبرة - أي أرض سهلة بين الحرة والسافلة مما يلي القف - ونزل جمهورهم بمكان يقال له يثرب بمجتمع السيول مما يلي زغابة، قالوا: وكانت يثرب سقيفة طويلة فيها بغايا يضرب إليهن من البلدان وكانوا يُروِّحون في قرية يثرب ثمانين جملاً جَوْناً (2) سوى سائر الألوان (3).
ثم أسند عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: وخرجت قريظة وإخوانهم بنوهدل وعمرو أبناء الخزرج بن الصريح بن السبط بن السبع بن سعد بن لاوي بن جبر بن النحام بن عازر بن عيزر بن هارون بن عمران - عليه السلام - والنضير بن النحام بن الخزرج بن الصريح بعد هؤلاء فتبعوا آثارهم، فنزلوا بالعالية على واديين يقال لهما مذينيب ومهزور (1)، فنزلت بنوالنضر على مذينيب واتخذوا عليه الأموال فكانوا أول من احتفر بها - أي بالعالية - الآبار وغرسوا الأموال، قال: ونزل عليهم بعض قبائل العرب فكانوا معهم، فاتخذوا الأموال، وابتنوا الآطام والمنازل (2).
وأسند هو وابن شبة أيضاً عن جابر مرفوعاً: أقبل موسى وهارون حاجين فمرا بالمدينة، فخافا من يهود، فخرجا مستخفين، فنزلا أحداً، فغشي هارون الموت، فقام موسى فاستغفر له ولحد، ثم قال: يا أخي إنك تموت، فقام هارون فدخل في لحده، فقبض، فحثا (3) عليه موسى التراب (4).
__________
(1) الجون: الأسود، انظر السمهودي: 1/ 161.
(2) السمهودي: 1/ 161.
(3) مذينيب: واد بالمدينة، وقيل: مذينيب يسيل بماء المطر خاصة، وقد روى مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سيل مهزور ومذينيب: يمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل. وقد ذكروا أن مذينيباً يصدر من جبلين كبيرين بحذاء جبل الأغوات على نحو سبعة أميال من المدينة، ويصب في زغابة، وكانت عليه مساكن بني النضير، فلما غدروا بالرسول أجلاهم بعد الخندق، ثم قسم أملاكهم على المهاجرين، وأما مهزور فمصدره من حرة واقم، ويعرف اليوم باسم (الغاوي)، انظر السمهودي: 1/ 161.
(4) السمهودي: 1/ 161.
(5) يقال: حثا التراب يحثوه، وحثاه يحثيه، إذا صبه وأهاله ورماه (ابن منظور: 3/ 49).
(6) ابن شبة: 1/ 86؛ والسمهودي: 1/ 161.