- آطامهم (5):
نقل ابن زبالة ما حاصله أن ممن كان من العرب مع يهود قبل الأنصار بنو أنيف حي من بلي، ويقال: إنهم بقية من العماليق، وبنو مريد حي من بلي، وينو معاوية بن الحارث بن بهثة بن سليم، وبنو الجذماء حي من اليمن، وكانت الآطام عز أهل المدينة ومنعتهم التي كانوا يتحصنون فيها من عدوهم، وروى حديث النهي عن هدم آطام المدينة، قال: وكان لبني أنيف بقباء: الأجش عند البئر التي يقال لها لاوة، وأَطُمان فيما بين المال الذي يقال لها الماثة والمال الذي يقال له القائم وآطام عند بئر عذق وغيرها، قال شاعرهم فيها:
ولو نطقت يوماً قباء لخبرت ... وآطامنا عادية مشمخرة
بأنا نزلنا قبل عاد وتبع ... تلوح فتنكي من نعادى وتمنع
وكان من بقي من اليهود - حين نزلت عليهم الأوس والخزرج - جماعات منها: بنو القصيص، وبنو ناغصة كانوا مع بنى أنيف بقباء، وكان بقباء رجل من اليهود يقال (إنه من بنى النضير) كان له أطم يقال له (عاصم) كان في دار ثوبة بن حسين بن السائب بن أبي لبابة وفيه البئر الذي يقال لها قباء، وقيل: إن بنى ناغصة حي من اليمن كانت منازلهم في شعب بني حرام حتى نقلهم عمر بن الخطاب إلى مسجد الفتح، ومنها بنوقريظة في دارهم المعروفة بهم اليوم، وكان لهم بها آطام: من ذلك أطم الزبير بن باطا القرظي، كان موضعه في موضع مسجد بني قريظة، وأطم كعب بن أسد يقال له بلحان بالمال الذي يقال له الشجر، وله يقول الشاعر:
من سره رطب وماء بارد ... فليأت أهل المجد من بلحان
وكان مع قريظة في دارهم إخوتهم بنو هدل وبنو عمرو المتقدم ذكرهم، وإنما سمي هدلاً بهدل كان في شفته، ومن ولده ثعلبة وأسد ابنا سعية وأسد بن عبيد ورفاعة بن
__________
(1) الآطام: وهو الحصن المبني بالحجارة، والكثير منها أطوم، وهي حصون أهل المدينة. (ابن منظور: 1/ 161).