كتاب أخبار المدينة

سموأل وسخيت ومنبه ابنا هدل، ومنها بنو النضير في النواعم، ومنهم كعب بن الأشرف، وكان لهم عامة أطم في المال الذي يقال له فاضحة، وأطم في زقاق الحارث دبر قصر ابن هشام دون بني أمية بن زيد كان لعمر بن جحاش، وأطم البويلة وغير ذلك، هذا ما ذكره ابن زبالة (1).
- نزول الأوس والخزرج المدينة:
نقل ابن زبالة في قصة مأرب أن اليهود لم تزل هي الغالبة بالمدينة، الظاهرة عليها، حتى كان من أمر سيل العرم ما كان وما قص الله من قصته في مائه - يعنى قصة أهل مأرب، ومأرب مهموز: أرض سبأ المعنية بقوله تعالى {بلدة طيبة} (2) عن ابن عباس أنها كانت أخصب البلاد وأطيبها، تخرج المرأة وعلى رأسها المكتل فتعمل بيدها أي بمغزلها وتسير بين ذلك الشجر، فيمتلئ مما يتساقط فيه من الثمر، فطغوا، وقيل: بعث الله إليهم ثلاثة عشر نبياً يدعونهم إلى الله، ويذكرونهم نعمة الله عليهم، فكذبوهم، وقالوا: ما نعرف لله نعمة (3).
وروى ابن زبالة سجع عمرو بن عامر يصف المدينة بعد خروجهم من مأرب بلفظ: من كان يريد الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل، المدركات بالذحل (1)، فليلحق بيثرب ذات النخل، وقد خرج عمرو بن عامر بجميع ولده ومن معه من الأزد
__________
(1) السمهودي: 1/ 163.ويقول السمهودي أنه حذف أسماءً لآطام اليهود والعرب بالمدينة ذكرها ابن الزبالة وذلك لعدم معرفته بها في زمانه، (السمهودي: 1/ 165)، والغريب أننا لم نجد أحداً ممن نقل عن ابن زبالة يذكر شيئاً عن هذه الآطام.
(2) سورة سبأ، آية 15.
(3) أكمل السمهودي قصة مأرب وسيل العرم عن طريق غير ابن زبالة، وللاطلاع انظر: ابن النجار: ص 15 - 17؛ والسمهودي: 1/ 166، 167، 168.
(4) الذحل - بالفتح - الثأر. (ابن منظور: 5/ 271).

الصفحة 170