- منازل الأنصار وآطامهم:
نقل ابن زبالة ما حاصله أن الأوس والخزرج بعد انصراف أبي جبيلة ونصره لهم تفرقوا في عالية المدينة وسافلتها، واتخذوا الأموال والآطام، فنزل بنو عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأصغر وبنو حارثة بن الحارث ابن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة فكلاهما من الأوس دار بنى عبد الأشهل قبلي دار بنى ظفر مع طرف الحرة الشرقية (1).
والأوس هم ولد حارثة بن ثعلبة بن عمرو، فولد الأوس مالكاً ومن مالك قبائل الأوس كلها ويقال لهم: أوس الله وهم الجعادرة، وسموا بذلك لقصر فيهم، أو لأنهم كانوا إذا أجاروا جاراً قالوا له: جعدر حيث شئت أي: اذهب حيث شئت كما حكاه ابن زبالة (2).
وقال ابن زبالة: وابتنوا بها - أي بدارهم الثانية - أطماً يقال له (الريان) عند مسجد بني حارثة كان لبنى مجذعة بن حارثة، وسبب خروج بني حارثة من دار بني عبد الأشهل حرب كانت بينهم وبين بني عبد الأشهل، ووالى بنو ظفر بني عبد الأشهل، ثم هزمهم بنو حارثة وقتلوا سماك بن رافع وكان باغياً، قتله مسعود أبو محيصة الحارثي، وظفرت بهم بنو حارثة فأجلوهم أولاً، فلحقوا بأرض بني سليم، فسار حضير بن سماك ببني سليم حتى قاتل بني حارثة، فقتل منهم، واشتد عليهم الحصار بآطامهم المسير المتقدم ذكره في دار بني عبدالأشهل، فسارت بنو عمرو بن عوف وبنو خطمة إليهم، وقالوا: إما أن تخلوا سبيلهم وإما أن تأخذوا عقل (3) صاحبكم، وإما أن
__________
(1) السمهودي: 1/ 190.
(2) السمهودي: 1/ 190. المراغي: ص 24.
وللاطلاع على نسب الأنصار من أوس وخزرج انظر السمهودي: 1/ 173 - 177.
(3) والمراد هنا: الدية سموها بذلك لأنها تؤخذ من الإبل ونحوها، وكانت قبيلة القاتل تأتي بالإبل فتعقلها بفناء دار القتيل أو حولها ومعنى تعقلها تربطها (السمهودي: 1/ 192).