تصالحوهم، فاختاروا أن يجلوهم، فخرج بنو حارثة إلى خيبر فكانوا بها قريباً من سنة، ثم رق لهم حضير وطلب صلحهم، فخرجت السفراء في ذلك حتى اصطلحوا، وأبت بنو حارثة أن ينزلوا دارهم مع بني عبد الأشهل، ونزلوا الدار المعروفة بهم اليوم، ونزل بنو ظفر وهو كعب بن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس دارهم شرقي البقيع عند مسجدهم: أي المعروف بمسجد البغلة بجوار بني عبد الأشهل (1).
وخرجت بنو السميعة (2) - وهم بنو لوذان بن عمرو بن عوف - فسكنوا عند زقاق ركيح، وابتنوا أطماً يقال له (السعدان) وموضعه في الربع (3) (حائط هناك) ذكره ابن زبالة (4).
وذكر أن لبني السلم حصناً شرقي مسجد قباء (5).
وقال: إن بني أمية بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس ابتنوا أطماً يقال له (أطم العذق) كان عند الكبا المواجهة مسجد بني أمية، وأطماً كان في دار آل رويفع التي في شرقي مسجد بني أمية. ونزل بنو عطية بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس بصفنة فوق بني الحبلي، وصفنة - كجفنة - بإهمال أوله سميت بذلك لارتفاعها عن السيول فلم تشرب منها، وابتنوا فيها أطماً اسمه (شاس) (6) كان لشاس بن قيس أخي بني عطية بن زيد، وهو الذي على يسارك في رحبة مسجد قباء، مستقبل القبلة، ووائل وأمية وعطية بنو زيد هم من الجعادرة (7)، سموا به لأنهم كانوا إذا أجاروا
__________
(1) السمهودي: 1/ 192.
(2) كان بنو السميعة يدعون في الجاهلية بنو الصماء، فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم بني السميعة، انظر السمهودي: 1/ 195.
(3) لعل الربع هو الحديقة المعروفة اليوم بالربعي (السمهودي: 1/ 196).
(4) السمهودي: 1/ 195.
(5) السمهودي: 1/ 196.
(6) في خلاصة الوفاء (شاش) بشينين معجمتين (السمهودي: 1/ 197).
(7) الجعادرة بالذال المعجمة، وقيل بالدال المهملة: بنو مرة بن مالك بن الأوس انظر السمهودي: 1/ 197.