كتاب أخبار المدينة

جاراً قالوا له: جعدر حيث شئت: أي اذهب حيث شئت، فلا بأس عليك فقال الرمق ابن زيد:
وإن لنا بين الجواري وليدة ... مقابلة بين الجعادر والكسر
متى تدع في الزيدين زيد بن مالك ... وزيد بن قيس تأتها عزَّة النصر
قالوا: والكسر: أمية وعبيد وضبيعة بنو زيد بن مالك بن عوف، كان يقال لهم كسر الذهب وذلك أراد الرمق بقوله (والكسر) كذا قاله ابن زبالة (1).
وقال: ونزل بنو الحارث بن الخزرج الأكبر بن حارثة وهم بلحارث دارهم المعروفة بهم بالعوالي: أي شرقي وادي بطحان وتربة صعيب، يعرف اليوم بالحارث بإسقاط بني، وابتنوا أطماً كان لبني امرئ القيس ابن مالك وخرج جشم وزيد ابنا الحارث بن الخزرج وهما التوأمان فسكنا السنح، قال ابن زبالة وابتنوا أطماً يقال له
(السنح) (2) وبه سميت الناحية، ويقال بل اسمه (الريان) (3).
ونزل بنو سَلِمة بن سعد بن علي بن شاردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأكبر ما بين مسجد القبلتين إلى المذاد أطم بني حرام في سند تلك الحرة، وكانت دارهم هذه تسمى خربي قال ابن زبالة: فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم (طلحة) (4).
ونزل بنو سواد بن غنم بن كعب بن سَلِمة عند مسجد القبلتين إلى أرض ابن عبيد الديناري، ولهم مسجد القبلتين، قاله ابن زبالة (5).
__________
(1) السمهودي: 1/ 196 - 197.
(2) سنح: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره حاء مهملة، إحدى محال المدينة، كان بها منزل أبي بكر الصديق، حين تزوج مليكة - وقيل حبيبة - بنت خارجة بن زيد بن زهير بن مالك بن امرئ القيس (ياقوت: معجم البلدان، 3/ 265).
(3) السمهودي: 1/ 198 - 199.
(4) السمهودي: 1/ 201. ثم يقول السمهودي: (طلحة) بالطاء كما في نسخة ابن زبالة. ولعل الصواب ما ذكره المجد في تاريخه أن النبي صلى الله عليه وسلم سماها (صُلحة) وقال في قاموسه: خربا كحبلى: منزلة كانت لبني سلمة غيرها الرسول صلى الله عليه وسلم وسماها صالحة. انظر السمهودي: 1/ 201.
(5) السمهودي: 1/ 201.

الصفحة 176