وابتنى بنو مر بن كعب بن سلمة - وهم حلفاء بني حرام - أطماً يقال له (أخنس) وهو الأسود القائم في بنى سلمة في غربي الحائط الذي كان لجابر بن عتيك مما يلي جبل بني عبيد، ذكره ابن زبالة (1).
وروى ابن زبالة ويحيى من طريقه عن جابر بن عبد الله قال: كان السيل يحول بين بني حرام وبين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقلهم عمر ابن الخطاب إلى الشعب الذي تحت مسجد الفتح، فآثارهم هناك، واشترت بنو حرام غلاماً رومياً من أعطياتهم، وكان ينقل الحجارة من الحرة وينقشها، فبنوا مسجدهم الذي في الشعب وسقفوه بخشب وجريد، وكان عمر بن عبد العزيز زاد فيه مد ماكين من أعلاه، وطابق سقفه، وجعل فيه ذيت (2) مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
ونزل بنو بياضة وزريق ابنا عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأكبر وبنو حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب، وبنو عذارة (4) وهم بنو كعب بن مالك بن غضب، وبنو اللين وهم بنو عامر بن مالك بن غضب، وبنو أجدع (5) وهم بنو معاوية بن مالك بن غضب دار بني بياضة (6)، وابتنوا بها الآطام،
__________
(1) السمهودي: 1/ 202.
(2) الذيت: الساج الذي يظهر على الحائط (ابن منظور: 5/ 73).
(3) السمهودي: 1/ 204.
(4) وقيل (بنو غدارة) (السمهودي: 1/ 204).
(5) وقيل (بنو جدع) بغير ألف هنا (السمهودي: 1/ 204).
(6) تقع دار بني بياضة في الحرة الجنوبية والتي تعرف بحرة بني بياضة، وهم حي من الأنصار سميت بهم تلك الناحية من الحرة وهي الناحية التى أوقف فيها الصحابي الجليل: عبد الله بن عبد الله بن أبي والده في رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق وذلك بسبب قوله - حين تخاصم غلام من المهاجرين وآخر من الأنصار وسمع ذلك عبد الله بن أبي - فقال: عجيت! سمن كلبك يأكلك والله لو منعنا عنهم فضلات طعامنا لتفرقوا عن صاحبهم (يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم) فوالله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. ويعنى بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله، فلما وصل الرسول المدينة وقف عبد الله بن عبد الله بن أبي في طريق أبيه مصلتاً سيفه وقال لأبيه والله لا تدخل المدينة =