كتاب أخبار المدينة

وروى ابن زبالة أنه كان بدارهم تسعة عشر أطماً، وأن الذي أحصاه لبني أمية بن عامر بن بياضة خاصة ثلاث عشر أطماً: منها أطم أسود في يماني أرض فراس بن ميسرة، كان في الحرة، ومنها (عقرب) كان في شامي المزرعة المسماة بالرحابة في الحرة على الفقارة، ومنها (سويد) كان في شامي الحائط الذي يقال له الحماضة، ومنها (اللواء) كان موضعه في حد السرارة بينه وبين زاوية الجدار الشامي الذي يحيط على الحماضة عشرون ذراعاً، ومنها أطم كان في السرارة، والسرارة: ما بين أرض ابن أبي قليع إلى منتهى الحماضة، وما بين الأطم الذي يقال له اللواء إلى الجدار الذي يقال له بيوت بني بياضة، والجدار الذي بناه زياد بن عبيد الله لبركة السوق وسط السرارة، قاله ابن زبالة. ثم ذكر بقية آطامهم، وذكر ما يقتضي أن ما حول السرارة هو أقصى بيوت بني بياضة، ثم قال:
وابتنى بنو حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأطم الذي دونه الجسر الذي عند ذي ريش. ثم قال: فلبث بنو غضب بن جشم ابن الخزرج - أي الفرق المذكورين كلهم - في دار بني بياضة، وأمرهم جميع، ثم إن زريق بن عامر هلك فأوصى ببنيه إلى عمه حبيب بن عبد حارثة، فكان حبيب يكلفهم النضح بأيديهم، فلما اشتد عليهم عَدَوْا عليه فقتلوه، فحالف بنو حبيب بني بياضة على نصرهم على بني زريق، فخافت بنو زريق أن يكثُروهم. وكانت بنو بياضة حينئذ أثرى من بني زريق، فخرجوا من دار بني بياضة حتى حلوا دارهم المعروفة بهم قبليَّ المصلى وسور المدينة الموجود اليوم وداخله بالموضع المعروف بذروان وما والاه، وابتنوا آطاماً منها أطم في زاوية دار كبير بن الصلت بالمصلّى، وأطماً يقال له (الريان) عند سقيفة آل سراقة التي يقال لها (سقيفة الريان) وأقام بنو عمرو بن عامر بن زريق مع
__________
= حتى يأذن لك رسول الله وحتى تعرف من الأذل أنت أم رسول الله؟ وأوقفه في حرة بني بياضة حتى علم بذلك رسول الله - فأرسل إليه أن خل سبيله. (غالي محمد الأمين الشنقيطي: الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين، دار القبلة للثقافة، جدة، ط4، 1413هـ-1992م، ص 239).

الصفحة 178