كتاب أخبار المدينة

الذي يقال له (مسجد أبي) يعني أبي بن كعب، وفي موضعه بيت يقال له: (بيت أبي نبيه) وقد أسند ابن زبالة عقب ذكره الحديث المتقدم (إن كان الوباء في شيء فهو في ظل مشعط) وذكر ابن شبة قصر بني حديلة، وقال: بناه معاوية بن أبي سفيان (ليكون حصناً، قال: وله بابان: باب شارع على خط بني حديلة، وباب في الزاوية الشرقية اليمانية عند دار محمد بن طلحة التيمي، وفي وسطه بئر حاء. انتهى (1).
ونزل بنو دينار بن النجار دارهم التي خلف بطحان المعروفة بهم وابتنوا أطماً يقال له (المنيف) عند مسجدهم الذي يقال له مسجد بني دينار، قاله ابن زبالة.
وقال: وزعم بنو دينار أنهم نزلوا أولاً دار أبي جهم بن حذيفة العدوي، وكانت امرأة منهم هنالك، وكان لها سبعة إخوة، فوقفت على بئر لهم بدار أبي جهم ومعها مِدْرًى لها من فضة فسقط منها في البئر، فصرخت بإخوتها، فدخل أولهم يخرجه فأسر، فاستغاث ببعض إخوته حتى دخلوا جميعاً فماتوا في تلك البئر، فهذه منازل بني النجار (2).
قال ابن زبالة عقب ذكر جميع منازل الأنصار المتقدمة: ونزل بنو الشطبة حين قدموا من الشام ميطان، فلم يوافقهم، فتحولوا قريباً من جذمان، ثم تحولوا فنزلوا براتج، فهم أحد قبائل راتج الثلاث، وقد ذكر راتج في منازل يهود فقال: وكان براتج ناس من اليهود، وكان راتج أطماً سميت به تلك الناحية، ثم صار لبني الجذماء، ثم صار
__________
(1) السمهودي: 1/ 211.
(2) يقول السمهودي عن المطري: ودور بني النجار بالمدينة وما حولها من الشمال إلى مسجد الإجابة، والنجار: هو تيم الله بن ثعلبة، وسمي بذلك لأنه ضرب رجلاً فنجره، فقيل له النجار (السمهودي: 1/ 214)، وفي دور بنيه هؤلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل) (انظر، البخاري: 8/ 338، حديث رقم 935).

الصفحة 182