2 - أسماء المدينة:
- يثرب (1):
يقول ابن زبالة: كانت يثرب أم قرى المدينة، وهي ما بين قناة (2) إلى طرف الجرف (3)، وما بين المال (4) الذي يقال له البرني إلى زبالة (5).
وروى ابن زبالة نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن تسمية المدينة يثرب (6).
__________
(1) يثرب: بوزن مسجد، واختلف العلماء حولها، فهل هي اسم للمدينة سميت به قديماً أو اسم لجهة منها تقع من الحرة الشرقية قرب وادي قناة إلى الغربية مما يلي القبلتين وإلى الشمال حتى مجتمع السيول الكبير غربي أحد. وسميت بذلك لأن أول من سكنها رجل من العماليق يسمى يثرب. انظر غالى الشنقيطي: مرجع سابق، ص10.
ويقول السمهودي إن الله تعالى سمى المدينة قبل أن تعمر وتسكن فيمكن أن يكون إطلاق اسم يثرب على المدينة كلها هو من باب إطلاق اسم البعض على الكل انظر السمهودي: ص 10.
(2) قناة: هو واد يجيء من شرقي المدينة وسمي بهذا الاسم لقول تبع فيه: (هذه قناة الأرض). والقناة لغة: الأرض المحفورة ليجري الماء فيها ويطلق عليه في عرف أهل المدينة الحاضر اسم (سيل سيدنا حمزة). انظر عبد القدوس الأنصاري: مرجع سابق، ص 233.
(3) الجرف: بضم الجيم وسكون الراء موضع به قرية إلى الشمال الغربي من المدينة على نحو ثلاثة أميال ومنطقة الجرف من أول مناطق المدينة سكنى. انظر الشنقيطي: مرجع سابق، ص 222.
(4) المال وزبالة: حقيقتهما مجهولة، ومن باب التقريب والاستنتاج يمكن أن نقول إن المال هو بعض بساتين العيون في الشمال الغربي وإن زبالة هي قرية من قرى المدينة كانت بشمالي سلع إلى قرب وادي قناة اندثرت آثارها فلم تعد معروفة (عبد القدوس الأنصاري: مرجع سابق، ص 173).
(5) انظر ابن النجار: الدرة الثمينة، ص 12. المرجاني: بهجة النفوس 1/ 32. والمراغي: تحقيق الصرة ص 23. والسمهودي: وفاء الوفا 1/ 8.
(6) السمهودي: 1/ 10، وسبب النهي إما لأنه مأخوذ من الثرب بالتحريك - وهو الفساد والكراهة - أو التثريب وهو المؤاخذة بالذنب، أو تسميتها باسم كافر؛ انظر حول هذا الموضوع: الجندي، ص 25 - 27، وروى ابن شبة عن أبي أيوب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقال للمدينة يثرب. (ابن شبة: 1/ 165)، وقد ثبت ذلك في حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله - عز وجل - هي طابة) رواه أحمد في المسند 04/ 285) وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/ 300): ((رجاله ثقات)) وانظر ((فتح الباري)) (4/ 87).