كتاب أخبار المدينة

الفصل الأول محمد بن الحسن ابن زبالة
1 - نسبه ونشأته:
هو محمد بن الحسن بن أبي الحسن القرشي المخزومي المدني، أبو الحسن، وقيل أبو عبد الله، ويعرف بابن زبالة بفتح الزاي وتخفيف الموحدة أي على زنة سحابة (1). أحد كبار الأخباريين الذي برزوا في القرن الثاني الهجري ومهدوا الطريق أمام المؤرخين الكبار الذي جاءوا من بعده، كما أنه يعد أول من صنف كتاباً شاملاً في أخبار المدينة المنورة (2).
عده ابن حجر من كبار الطبقة العاشرة، وهو من أصحاب الإمام مالك ابن أنس (3)، أخذ العلم عن كثير. وكان له باع طويل في حفظ الأخبار ووصف الأماكن والديار. ولا تحدثنا المصادر المتوفرة لدينا عن حياة ابن زبالة، إذ أننا لم نجد في أي من الكتب السابقة ما يشير صراحة إلى أصله ونشأته، ولكن الذي يتضح من اسمه أنه قرشي من بني مخزوم، وهناك احتمال أنه قدم إلى المدينة لطلب العلم ونزل منطقة زبالة (4) التي تقع في أطراف المدينة فنسب إليها (1).
__________
(1) الحافظ ابن ماكولا: الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، تحقيق عبد الرحمن المعلمي، بيروت، ط 2، (د. ت)، 4/ 173. وشمس الدين بن محمد بن أحمد الذهبي: المشتبه في الرجال أسمائهم وأنسابهم، تحقيق على محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، (د. ت)، 1/ 304. وابن حجر: مصدر سابق، 9/ 115. والسخاوي. مصدر سابق، 2/ 280.
(2) ابن شبة: تاريخ المدينة، 1/ل.
(3) ابن حجر: تهذيب التهذيب، مصدر سابق، 9/ 115.
(4) وزبالة بالفتح من ضواحي المدينة، سمي بزبالة بن خباب بن مكرب بن عمليق، وقال ابن الكلبي بزبالة بنت مسعود من العمالقة، وقال أهل اللغة سمي من قولهم ما في السقاء زبالة أي (شيء)، وهي منزلة من منازل طريق مكة. وقيل لزبلها الماء أي ضبطها، يقال فلان شديد الزبل للقربة إذا =

الصفحة 23