كتاب أخبار المدينة

المليكي وقف على فقهاء المدرسة الشهابية و (حسناء) وهي لا تعرف اليوم، وهي في ابن زبالة بالسين بعد الحاء، ولعله تصحيف من الحناء، وهو معروف اليوم، و (العوف) ويقال (العولف) وهو بالعالية بقرب المربوع ملك ذوى خزيمة من آل جماز. و (مشربة أم إبراهيم) وقد سبق تعريفها. و (الصافية) وهي شرقي المدينة بجزع زهيرة، ولكنها تشرب من مهزور، وإن اختلفت جهة المشرب، قال ابن زبالة: وكانت (الكتيبة) مما ترك النبي صلى الله عليه وسلم فصارت في صدقاته بخيبر، وكانت نصف فدك له خاصة لأنه صلى الله عليه وسلم لم يوجف عليها بنخيل ولا ركاب بل بمصالحة أهلها، فكانت مما ترك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث، فما تركنا فهو صدقة) (1).
وروى ابن زبالة عن محمد بن كعب أن صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت أموالاً لمخيريق اليهودي، فلما كان يوم أحد قال لليهود: ألا تنصرون محمداً - صلى الله عليه وسلم -؟ فوالله إنكم لتعلمون أن نصرته حق، قالوا: اليوم السبت، قال: فلا سبت لكم، وأخذ سيفه فمضى مع النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى أثبتته الجراح، فلما حضرته الوفاة قال أموالي إلى محمد يضعها حيث يشاء (2).
__________
(1) المراغي: ص 188 - 189. وقد نسي ما قال ابن زبالة من الصدقات حتى لم تعرف جهات بعضها وتوالت يد الملاك عليها لطول الزمان وكثرة الفتن.
(2) السمهودي: 3/ 990.

الصفحة 231