كتاب أخبار المدينة

ومعروف أن المدينة كانت تستقطب عدداً كبيراً من طلبة العلم، كما كانت حلقات العلم في المسجد النبوي تخرج الكثير من العلماء الذين أصبح لديهم شهرة كبيرة في العالم الإسلامي، وبقيت آثارهم لوقتنا الحاضر.
وهناك احتمال ثانٍ في أن يكون جد ابن زبالة هو الذي قدم المدينة أيام الهجرة أو بعدها (2).
لذا يكون أصل محمد بن الحسن قرشياً من بني مخزوم كما أسلفنا وعرفنا من اسمه، لكن ولادته إما أن تكون في المدينة إذا كان جده هو الذي قدم المدينة أولاً، أو يكون مولده بمكة وعاش فيها طفولته وصباه، ثم هاجر إلى المدينة ونشأ فيها.
2 - بيئته وعصره:
سيكون محور هذه الدراسة - من الناحية الزمنية - القرن الثاني الهجري، وهو القرن الذي عاش فيه محمد بن الحسن بن زبالة، وأكثر ما يميز هذا القرن هو سقوط الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية، وما تبع ذلك من أحداث سياسية واقتصادية وثقافية وعمرانية وتأثير كل ذلك على بيئته المدينة المنورة.
__________
= احتملها على شدته، وفي التبصير منزلة بين فيد والكوفة. انظر محمد مرتضى الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس، دار مكتبة الحياة، (د. ت)، بيروت، (مادة ز ب ل)، 7/ 345، ومن باب التقريب والاستنتاج هي قرية من قرى المدينة كانت بشمالي سلع إلى قرب وادي قناة اندثرت آثارها فلم تعد معروفة. وقلنا إنها قرية بناءً على قول السمهودي عنها: ((كان لأهلها أطُمانِ)) وقوله: ((وكان بالمدينة في الجاهلية سوق بزبالة من الناحية التي تدعى يثرب)). انظر نور الدين علي بن أحمد السمهودي: وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، تحقيق محمد عبد المجيد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 4، 1404ه‍ - 1984م، 1/ 9 - 10، وعبد القدوس الأنصاري: آثار المدينة المنورة، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، ط 4، 1406ه‍ - 1985م، ص 173.
(1) يقول السمهودي في وفاء الوفا 1/ 8: وزبالة اسم موضع منه محمد بن الحسن.
(2) ويتضح ذلك من قول ابن حجر: ((ويقال لجده أبو الحسن مخزومي مدني)). انظر ابن حجر. مصدر سابق، 9/ 115.

الصفحة 24