كتاب أخبار المدينة

وقد نقل ابن زبالة أن عرض سوق المدينة ما بين المصلى إلى جرار سعد، وهي جرار كان يسقي الناس فيها الماء بعد موت أمه (1).
وروى ابن شبة وابن زبالة أيضاً عن محمد بن عبد الله بن حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق على المسلمين بأسواقهم (2).
وروى ابن زبالة عن حاتم بن اسماعيل عن حبيب قال: مر عمر بن الخطاب على باب معمر بالسوق، وقد وضع على بابه جرة، فأمر بها أن تقلع، فخرج إليه معمر فقال: إنما هذه جرة يسقي فيها الغلام الناس، قال: فنهاه عمر أن يحجر عليها أو يحورها. قال: فلم يلبث أن مر عليها وقد ظلل عليها، فأمر عمر بالجرة والظل فنزعهما (3).
وروى ابن زبالة عن خالد بن الياس العدوي قال: قرئ علينا كتاب عمر بن عبد العزيز بالمدينة: إنما السوق صدقة فلا يضربن على أحد فيه كراء (4).
نقل ابن شبة عن أبي غسان أنه قال: كان الذي هاج هشام بن عبد الملك على بناء داره التي كانت بالسوق أن إبراهيم بن هشام بن إسماعيل كان خال هشام بن عبد الملك، وكان ولاه المدينة، فكتب إليه إبراهيم، فذكر أن معاوية بن ابي سفيان بنى دارين بسوق المدينة يقال لأحدهما دار القطران والأخرى دار النقصان، وضرب عليهما الخراج، وأشار عليه أن يبني دارًا يدخل فيها سوق المدينة، فقبل ذلك هشام، وبناها، وأخذ بها السوق كله. وقال ابن زبالة عقب ما تقدم: فابتدأ الدار من خاتمة البلاط أي الذي عند دار العباس بالزوراء بقرب مشهد مالك بن سنان - رضي الله عنه -، فيكون
__________
(1) السمهودي: 2/ 748؛ وخالد النعمان: ص 180.
(2) السمهودي: 2/ 748.
(3) السمهودي: 2/ 749.
(4) السمهودي: 2/ 749. والكراء: الخراج (السمهودي: 2/ 749) وانظر علي الزهراني: نظام الوقف في الإسلام، ص103.

الصفحة 240